في قراءة لأحاديث المصطفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نجد فرق أخبر عن خروجها الصادق الأمين في آخر الزمان ولقد ظهرت فعلا في هذا الزمان وفي هذه الفترة بالتحديد، معلنة بظهورها إقتراب المرحلة الأخيرة لهذه الأمة.

فكر
يشبه فكر الخوارج الأوائل الذين قاتلتهم الخلافة على منهاج النبوة الأولى في آواخر
أعوامها، هو فكر لقى رواجا واسعا عند المارقين من بعض أفراد هذه الأمة، صنعته
أيادي خارجية ودستها في قلب الأمة، فكر أقل ما يقال عليه أنه إستباح أعراض
المسلمين ودماؤهم وأموالهم بإسم الإسلام ودعوى تطبيق الشريعة الإسلامية ، الله
ورسوله والمؤمنون منهم براء إلى يوم القيامة.
بدايات
النشأة والتطور: ولد تنظيم داعش في رحم تنظيم القاعدة في العراق الذي أسسه أبو
مصعب الزرقاوي في عام 2004، عندما كان مشاركًا في العمليات العسكرية ضد القوات التي
تقودها الولايات المتحدة والحكومات العراقية المتعاقبة في أعقاب غزو العراق خلال
2003م-2011م مع غيره من الجماعات المسلحة، مثل مجلس شورى المجاهدين والتي مهدت لقيام
تنظيم دولة العراق الإسلام.
والمثير للإنتباه أن ولادة هذا التنظيم أتى عقب مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن فجر الإثنين 14 جمادى الأولى الموافق 2 مايو 2011م في أبوت آباد الواقعة على بعد 120 كم عن إسلام أباد، وزعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي الذي أعلن عن مقتله في صباح 7 يونيو 2006، فمن وراء هذا التنظيم الذي ظهر بهذه الصورة المختلفة عن سابقيه من الجماعات التي أرهبت الأمة الإسلامية وشوهت صورتها وإستباحت حرمات المسلمين وأعراضهم وأموالهم، ولتزال إلى يومنا هذا؟؟
كانت
بدايات ظهور هؤلاء القوم عقب الإعتصامات العراقية السنية ضد حكومة مالكي ذات
الأغلبية الشيعية، ما عرف آنذاك بالاحتجاجات العراقية لسنة 2013م، حيث طالب المتظاهرون
خلالها باطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات في السجون العراقية وايقاف نهج الحكومة الذي
وصفوه بالـــ"طائفي" ، على خلفية موجة التظاهرات
أعلن واثق البطاط الأمين العام لحزب الله في العراق عن تشكيل قوة شعبية مناطقية تدعم
توجهات الحكومة في محاربة الفساد وتنظيم القاعدة على حد وصفهم تحت اسم جيش المختار
وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده في بغداد يوم الاثنين 4 شباط 2013م وأعلن كذلك أن جيشه
ليس ضد المظاهرات التي تشهدها المحافظات العراقية لكنه ضدّ استغلالها من قبل التنظيمات
الإرهابية.
مع كون داعش فكرا قد يقال عنه أنه شبيه بفكر تنظيم
القاعدة، إلا أنه يختلف عنه في تركيبته وجزئياته، فهؤلاء الدواعش أعلنوا
تصدرهم للخلافة الإسلامية وهذا ما لم تفعله القاعدة من قبلهم، والسؤال المثير
للإنتباه لماذا يولد هذا التنظيم في هذا التوقيت بالذات في قلب الأمة ليشوه صورة
الخلافة النبوية الآخرة ؟؟ وجوابه أن هذا التنظيم هو الذي أخبر الله عن خروجه في
هذا الزمان على لسان نبيه الصادق الأمين ففي
صحيح البخاري عن " عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ
الأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ البَرِيَّةِ، يَمْرُقُونَ
مِنَ الإِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لاَ يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ
حَنَاجِرَهُمْ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ
لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ» "
فالحديث المتقدم يذكر هؤلاء القوم ويخبر عن زمن خروجهم وأوصافهم،
فزمن الخروج متزامن مع آخر الزمان وهذا ما أعتقد بأننا نعايشه، إن صدقنا الله في
هذه المقاربة. أفراده من أحداث السن " قَوْمٌ حُدَثَاءُ الأَسْنَانِ " فغاليبتهم من الشباب في العشرينيات من العمر عكس تنظيم
القاعدة الذي كان يحتوي على غالبية من الكهول وخاصة أنقاض
"المجاهدين" الذين حاربوا الوجود السوفياتي بقيادة عبد الله يوسف عزام في
ثمانينيات القرن الماضي بأفغانستان.
أعلنت داعش بتاريخ 29 يونيو 2014 عن الخلافة الإسلامية ومبايعة
أبي بكر البغدادي خليفة المسلمين، دليل على سفاهة الرجل "سُفَهَاءُ
الأَحْلاَمِ " ومن معه من " حُدَثَاءُ الأَسْنَانِ "، ولا أسفه أن يتصدر للخلافة من أجمع المسلمون على
أنه مارق خارجي، لا يعلم نسبه ولا من أين خرج هو ومن معه، قوم أو بعث أقل ما يوصفون
به أنهم جزء من لعبة دنيئة خبيثة تحاك للأمة في زمن تشردمها وتمزقها ، وقوم أخبر
النبي صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن خروجهم في آخر
الزمان والذي نعيشه أحداثه ومآسيه، هذا
ليزداد الذين آمنوا تصديقا وإيمانا وتحقيقا لعلامات أخبر الرسول صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنها كائنة حقا وهي في
زماننا نشاهدها عيانا.
من المفارقات نجد أن تنظيم القاعدة حظي بدعم لوجستيكي أبرزه من الوكالة الاستخبارات الأميركية (سي.آي.أي) بهدف مواجهة مد السوفياتي، لكنه سرعان ما إنقلب على أمريكا وحلفائها، إما حقيقة كما أوضحته وسائل الإعلام ، أو كذبا كما أرادت أمريكا إيصاله إلى العالم، والفرضيتان قائمتان لا راجحان لأحدهما على الأخرى. أما داعش فتمويله واضح وفاضح من عدة دول منها السعودية وقطر والمملكة المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني، ولا غرابة في هذا الأمر.
نقلا
عن " alquds.co.uk"
استولى مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) على 500 مليار دينار
عراقي (ما يعادل أكثر من 420 مليون دولار أمريكي) من البنك المركزي في مدينة الموصل
بشمال العراق. صارت داعش تمتلك الآن نحو ملياري دولار يمكنها استخدامها فيما تسميه
“الجهاد”. مصدر أموال داعش مسألة تثير الكثير من الجدل، صرح تشارلز ليستر الباحث الزائر
بمركز بروكينجز الدوحة "لا يوجد سجل حسابي متاح يكشف عن مشاركة حكومة إحدى الدول
في نشأة وتمويل داعش كمنظمة" . لكن غونتر
ماير مدير مركز أبحاث العالم العربي في جامعة ماينز الألمانية لا يشك مطلقا في مصدر
أموال داعش ويقول لـ DW:" الدعم القادم من دول خليجية وفي مقدمتهم
السعودية وأيضا قطر والكويت والإمارات". ويوضح ماير أن سبب تمويل دول خليجية سنية
لداعش هو دعم مقاتلي الحركة ضد نظام بشار الأسد في سوريا. من ناحية أخرى يشير ماير
إلى وعي السعودية بالمخاطر التي قد تنتج عن عودة مقاتلي داعش السعوديين وإمكانية انقلابهم
على النظام السعودي نفسه. يرى ماير أن مصدر التمويل الأكبر ليس الحكومة نفسها وإنما
شخصيات سعودية ثرية.
وأورد
أسانج في مقابلة خاصة لـRT: "عثرنا على رسالة كتبتها هيلاري كلينتون لمدير حملتها الرئاسية
الراهن جون بوديستا في مطلع عام 2014م، أي بعد مغادرتها لمنصب وزيرة الخارجية بقليل.
وجاء في الرسالة أن كلا الحكومتين السعودية والقطرية تمولان تنظيم "داعش".
ويعترف جميع المحللين المحترفين، وحتى بعض الموظفين في الإدارة الأمريكية، بأن عددا
من الشخصيات السعودية ساهمت في إنشاء "داعش". غير أن الموقف الرسمي المراوغ
كان ولا يزال يقول إن الحديث يدور عن بعض الأمراء المتهورين الذين يستخدمون مبالغ ضخمة
من دولارات النفط لتمويل المتطرفين، وإن حكومتي تلك الدولتين تدينان هذا النشاط.
ونقلا
عن "akhbarak.net" و"
middleeastpress.com"
وغيرها من المواقع: كشفت وثائق مسربة عن تردد العقيد عبيد الحربي أحد منسوبي القوات
البحرية السعودية بقاعدة الجبيل البحرية إلى المملكة المتحدة لغرض شراء العتاد العسكري
لتسليح تنظيم داعش من شركة بي أيه إي سيستمز ‘BAE Systems
‘، وهي إحدى كبرى الشركات التي تعتمد عليها السعودية في تأمين أسلحتها. وحسب المعلومات
الواردة في تلك الوثائق إن السعودية كانت قبل عام 2011 تشتري عتادا عسكريا بقيمة
48 مليار دولار سنويا من بريطانيا ولكن بحلول عام 2011م ارتفعت مشتريات السعودية من
الأسلحة بنسبة 25%. ويقدر أن العقيد الحربي اشترى عتادا عسكريا بقيمة 44 مليار دولار
لصالح داعش والجماعات الإرهابية الأخرى خلال الفترة (2011م- 2015م).
والسامع
لخطب زعيمهم ناطقهم المارق أبو بكر وحاشى إسم الصحابي أن يدنسه هذا العلج الذي
ينسب نفسه إلى بغداد مهد الحضارة الإسلامية والذي لا أصل له بها سوى الإدعاء، يجد
صدق حديث المصطفى فيهم " يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ البَرِيَّةِ
" ، ويستعمل من العبارات من كلام سيد البشر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ما يوهم ضعفاء النفوس بعلو منزلته وهو لا يزن عند الله جناح بعوضة، مارق هو ومن
معه " يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ
"، يقتلون ويسبون من المسلمين بإسم الإسلام وما يحدث بأهل العراق والشام ليس
بخفي على أحد من العالمين. قوم تركوا القضية المحورية للأمة "المسجد الأقصى
" حيث الجهاد فيها لا يختلف عليه العقلاء بأنه واجب شرعي، في حين يصرح قيادي في
"داعش" ومتحدث باسم التنظيم يدعى، نضال النصيري، حيث أعلن أن تحرير فلسطين
ليس من "أولويات الجهاد المقدس".
وما
يؤكد أن هذا التنظيم صناعة إسرائيلية بريطانية، ما نقل عن عدة مواقع من بينها
"rafidayn.com" و"al-akhbar.com" حيث طمأن وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعلون ، الجمهور
الصهيوني بأن «وجهة داعش ليست إسرائيل » وفي المقابل، أكّد يعلون الذي تعبّر تصريحاته
عن تقديرات الأجهزة الأمنية في إسرائيل ، «أن ما يقلقنا هو الوجود الإيراني في المنطقة».
وفي لقاء مع القناة
"i24news.tv" تهرب يعلون من الإجابة
عن تساؤل هل على الولايات المتحدة حسب رأيه ان تشدد من موقفها حيال الدولة الإسلامية
ام لا، فقال: "يجب ان تكون مسألة جنود غربيين يرابطون في الشرق الأوسط، آخر إمكانيات
الحل. ينبغي تعزيز القوات الإقليمية المحلية في الشرق الأوسط". وهذا ما يؤكد على أن هذا التنظيم زراعة صهيونية
في جسد الأمة الإسلامية.
الداعشيون،
قوم لا إيمان لهم نما أخبر عنهم الصادق الأمين المخبر عن رب العالمين " لاَ يُجَاوِزُ
إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ "، إذ كيف يكون إيمان لمن ينتهك حرمات وأعراض
المسلمين وأموالهم وأنفسهم صباحا مساء، وكيف يكون إيمان لمن يذبح المسلمين كما
تذبح الغنم، والحال كما أخبرنا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وما عليه غالبية
المسلمين من مقاتلة هؤلاء المرقة في كل ثغر من ثغور الإسلام وفي كل بلد يتواجدون
به "فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ "، ففي قتالهم أجر كما
أخبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهذا دأب المسلمين في كل مكان توجد
فيه هذه الفئة الخارجة عن أمة الإسلام الشبيهة بالتي خرجت على علي رضي الله عنه في
عهد الخلافة النبوية الأولى.
أضف
إلى هذا فداعش الصناعة البريطانية
الإسرائيلية تحاول السيطرة على مناطق أنطاكية والعريش ودابق بحلب، وتمثل هذه
المناطق تمركز الروم والتي قد سبق التفصيل أنها المملكة المتحدة البريطانية قبيل
الملحمة الكبرى التي سيخوضها المسلمون ضد المملكة المتحدة البريطانية وحلفاؤها
الأروبيين. ونقلا
عن عدة مواقع من بينها "alarabiya.net ": حيث تناولت مجلة "دابق" إحدى الأذرع الإعلامية لتنظيم داعش الناطقة
باللغة الإنجليزية، تفاصيل العمليات التي شنها التنظيم أخيراً في كل من العراق وسوريا،
بالإضافة إلى ليبيا ومصر. وذكرت المجلة أن التنظيم كثف معاركه على جبهات سيناء أيضاً،
حيث قالت إن جنود ما يطلق عليها التنظيم "ولاية سيناء" نفذوا عمليات انتشار
واسعة في المنطقة، وشنوا هجمات متزامنة ضد الجيش المصري ناعتة إياه بـ"جيش السيسي
المرتد"، في 3 مدن تابعة لسيناء، هي: العريش والشيخ زويد ورفح، بواسطة 100 من
المقاتلين المسلحين بأسلحة تتراوح بين الخفيفة والثقيلة، فضلاً عن استخدام المتفجرات
وقذائف الهاون.
وليس غريبا كون هذا التنظيم إنتاج إسرائيلي بريطاني، الذي يسعى للتواجد في هذه المناطق ونقلا عن عدة مواقع من بينها "neworientnews.com " حيث منع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، رئيس الموساد تمير باردو من التحدث أمام كتلة "المعسكر الصهيوني" بشأن التهديدات التي يشكلها تنظيم داعش في سيناء، وذلك بادعاء أنه سيكون بمثابة سابقة. ونقلت صحيفة هآرتس عن رئيسة كتلة "المعسكر الصهيوني"، ميراف ميخائيلي، قولها إن تقديم طلب إجراء مباحثات استراتيجية بشأن تهديدات داعش جاء في أعقاب الهجمات الأخيرة في سيناء، وإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.
داعش توفر الحماية للكيان الصهيوني ، وتهيأ الأرض
لبريطانيا وحلفاؤها وهذا والله ليس من قبيل الصدف، بل هو المؤامرة والتخطيط لحرب
وشيكة قد إقترب موعدها وما هي عنا ببعيد، مصداقا لما جاء في الحديث الذي رواه
الحاكم في "مستدركه" " عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَوْفَ
بْنَ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيَّ، أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي فَتْحٍ لَهُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: ... وَالْخَامِسَةُ يُولَدُ فِي بَنِي
الْأَصْفَرِ غُلَامٌ مِنْ أَوْلَادِ الْمُلُوكِ يَشِبُّ فِي الْيَوْمِ كَمَا يَشِبُّ
الصَّبِيُّ فِي الْجُمُعَةِ، وَيَشِبُّ فِي الْجُمُعَةِ كَمَا يَشبُّ الصَّبِيُّ فِي
الشَّهْرِ، وَيَشِبُّ فِي الشَّهْرِ كَمَا يَشِبُّ الصَّبِيُّ فِي السَّنَةِ، فَمَا
بَلَغَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً مَلَّكُوهُ عَلَيْهِمْ، فَقَامَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ،
فَقَالَ: إِلَى مَتَى يَغْلِبُنَا هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ عَلَى مَكَارِمٍ أَرْضِنَا،
إِنِّي رَأَيْتُ أَنْ أَسِيرَ إِلَيْهِمْ حَتَّى أُخْرِجَهُمْ مِنْهَا، فَقَامَ الْخُطَبَاءُ
فَحَسَّنُوا لَهُ رَأْيَهُ، فَبَعَثَ فِي الْجَزَائِرِ وَالْبَرِّيَّةِ بِصَنْعَةِ
السُّفُنِ، ثُمَّ حَمَلَ فِيهَا الْمُقَاتِلَةَ حَتَّى نَزَلَ بَيْنَ أَنْطَاكِيَّةَ
وَالْعَرِيشِ...". ولما ورد ذكره فيما رواه مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ
حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالْأَعْمَاقِ أَوْ بِدَابِقٍ...."
وتقع دابق شمال حلب، وتبعد 45 كيلومترا عن الحدود التركية وتتبع
منطقة أعزاز، وقد وقعت في سهلها الكبير معركة عظيمة بين العثمانيين بقيادة سليم الأول
والمماليك بقيادة قنصوه الغوري عام 1516. انتصر فيها العثمانيون، وكانت المعركة مقدمة
لدخولهم المناطق العربية وتأسيس إمبراطوريتهم فيها. أما "الأعماق" فهي منطقة
تتبع أنطاكيا السورية، وتقع فيها بحرية معروفة تسمى "بحرية عمق"، وتشير موسوعة
الإعجاز العلمي في القرآن والسنة إلى أن الحديث فيه نبوءة لأن صور دابق من الأقمار
الصناعية تشير إلى أنها "من أنسب الأماكن لمعارك كبيرة وفاصلة"، كون دابق
تقع قريبة من البحر المتوسط فسيكون إنزال بحري للبريطانيا وحلفاؤها أثناء غزوهم للشام.
الخلافة
النبوية ستقاتل هؤلاء المارقين ممن إدعى ما ليس له فيه حق وهو خلافة المسلمين، ولن
يرضى هؤلاء الفئة ومن والاهم بإقامة خلافة يسوسها غيرهم حتى وإن كان من بيت
النبوة. وكون وجودهم الآن بالشام ومحاولتهم الإستحواذ على بعض مناطقها كأعماق
ودابق والتواجد فيها مسبقا في معسكر الروم ما هو إلا دليل على أنهم قوم أنشأتهم بريطانيا إستعدادا منهم لخوض
غمار الملحمة الكبرى التي ما باتت ببعيد، وما هو إلا دليل على علمهم بإقتراب موعد
هذه الملحمة. كذلك فإن ما يفعله هؤلاء القوم من إستكراه الناس في الخروج معهم وحتى
الأطفال لم يسلموا منهم لديل على أن الدواعش هم
المذكورين في أحاديث الصادق الأمين صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وفي السنة لأبي عاصم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ:
أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَهَبَةٍ وَتُرْبَتِهَا،
وَكَانَ بَعَثَهُ مُصَدِّقًا إِلَى الْيَمَنِ، فَقَالَ: " أَقْسِمْهَا بَيْنَ
أَرْبَعَةٍ: بَيْنَ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ، وَزِيدٍ الطَّائِيِّ، وَعُيَيْنَةَ بْنِ
حِصْنٍ الْفَزَارِيِّ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ عُلَاثَةَ الْعَامِرِيِّ. فَقَامَ رَجُلٌ
غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ، نَاتِئُ الْجَبِينِ، مُشْرِفُ الْجَبْهَةِ، مَحْلُوقٌ، فَقَالَ:
وَاللَّهِ مَا عَدَلْتَ؟ فَقَالَ: «وَيْلَكَ مَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ؟ إِنَّمَا
أَتَأَلَّفُهُمْ.» فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِ لِيَقْتُلُوهُ فَقَالَ: «اتْرُكُوهُ، فَإِنَّهُ
مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا، أَوْ مِنْ صِئْصِئِ هَذَا، قَوْمٌ يَخْرُجُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ،
يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَيَتْرُكُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ، لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ
لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ»، وفي صحيحي البخاري ومسلم من رواية أَبِي سَعِيدٍ
الخُدْرِيِّ لم يرد ذكر آخر الزمان.
ثم
أتى حديث آخر في مسند أبي داود الطيالسي ليوضح أن خروج هؤلاء القوم في آخر الزمان
وبقاؤهم إلى غاية خروج المسيح وهو الدجال المقصود، فعَنْ شَرِيكِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ:
كُنْتُ أَتَمَنَّى أَنْ أَلْقَى رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَسْأَلُهُ عَنِ الْخَوَارِجِ فَلَقِيتُ أَبَا بَزْرَةَ الْأَسْلَمِيَّ فِي
يَوْمِ عِيدٍ فِي نَاسٍ فِي أَصْحَابِهِ فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ فِي الْخَوَارِجِ؟ قَالَ أَبُو بَرْزَةَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُذُنِي وَرَأَيْتُهُ
بِعَيْنِي أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَالٍ فَقَسَمَهُ
فَجَاءَ رَجُلٌ أَسْوَدُ مَطْمُومُ الشَّعْرِ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَبْيَضَانِ فَأَعْطَى
مَنْ عَنِ يَمِينِهِ وَمَنْ عَنْ شِمَالِهِ وَلَمْ يُعْطِهِ شَيْئًا فَجَاءَ مِنْ وَرَائِهِ
فَقَالَ: وَاللَّهِ يَا مُحَمَّدُ مَا عَدَلْتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَاللَّهِ لَا تَجِدُونَ أَحَدًا بَعْدِي أَعْدَلَ عَلَيْكُمْ
مِنِّي» قَالَهَا ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«يَخْرُجُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ كَأَنَّ هَذَا مِنْهُمْ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ
لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ
مِنَ الرَّمِيَّةِ سِيمَاهُمُ التَّحْلِيقُ يَخْرُجُونَ حَتَّى يَخْرُجَ آخِرُهُمْ
مَعَ الْمَسِيحِ فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ».
الرجاء عد الإساءة في التعليقات، فالله يسمع ويرى خارج الموضوع تحويل الاكواد إخفاء الابتسامات إخفاء