من خلال هذا المقال سنحاول إن شاء الله إعطاء قراءة جدية للتاريخ في بيان إقتراب موعد النصر المنشود لإسترداد بيت المقدس، وهذا من خلال إستعراض مختلف التواريخ الكبرى التي مرت بها هذه القضية خلال فترة الحكم الجبري منذ سقوط حكم العثمانيين.

في حصة شاهد على العصر أدلى الشخ أحمد ياسين بشهادته على ما تمر به الأمة من واقع مرير ومؤلم، إلا أنه رحم الله كانت له رؤية وبصيرة وقراءة في كتاب الله جعلت الرجل يتحدث عن موعد زوال دولة الكيان الصهيوني من الوجود، ومن خلال البحث إستنادا إلى التأريخ القمري إنطلقت في إستقراء تواريخ الأمة فكان نتيجة البحث مذهلة وكان ما أقره الشيخ مطابقا للتواريخ بشكل واضح وصريح.
إبتدأت القصة بخلع عبد الحميد الثاني([1]) بانقلابٍ في 6 ربيع الآخر 1327هـ الموافق لــِ 27 أبريل 1909م ، وتم إستصدار قرار من بريطانيا ليهود الدونة لبناء دولة إسرائيل والتي جاء ذكرها في مذكرات السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله. وفي سنة 1910م الموافق لــِ 1328هــ شرع في تأسيس عاصمة إسرائيل (تل أبيب) فعليا في منطقة يافا وبدأت زراعة الأشجار ومنها الغرقد من نفس السنة.
الرابط على اليوتوب: https://youtu.be/mSGI3ixbouc
في 14 مابو 1948 الموافق ل 6 رجب 1367هــ تم الإعلان
عن دولة إسرائيل([2]) وقاتل العرب محاولة لإسترجاع الأرض وفي 24
فبراير 1949 الموافق لــِ 26 ربيع الآخر 1368هــ أي 40 سنة من بداية تأسيس تل أبيب
بدأت إتفاقيات الهدنة بعد خسارة العرب حربهم وأرضهم وبيع الأقصى بثمن بخس.
في 8 ديسمبر 1987م الموافق لــِ 17 ربيع الآخر
1408هــ أي بعد 40 سنة قامت إنتفاضة الحجارة ([3]) على يد أطفال أبطال. بعد 40 سنة من
الإنتفاضة أي ربيع الأول 1448هــ الموافق لــِ أغسطس/آب 2026م سيكون زوال دولة
إسرائيل من الوجود إن شاء الله، ولله علم غيب السماوات والأرض.
هذا ما أشار إليه الشيخ أحمد ياسين ([4]) في شاهد على العصر ([5]) مع أحمد منصور لسنة 1999م، إستشفافا قرآنيا على
أن الدور في تغيير الأجيال حاصل كل40 سنة نسبيا، ونهاية هذا الدور في بني إسرائيل
ستشهدة الأمة في مرحلتها الخامسة والأخيرة "مرحلة الخلافة النبوية المهدية
الراشدة"، وعدا من الله ومصداقا لقوله تعالى ﴿ وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي
إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ
لَفِيفًا ﴾ ([6]) ، وقد سبق ذكر هذا الوعد الثاني والأخير
" وَعْدُ الْآخِرَةِ " لبني إسرائيل مرتبطا بالمسجد الأقصى في قوله
تعالى ﴿ إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا
جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا
دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا ﴾ ([7]) ثم
يأتي خبر هذه الملحمة وبأنها قبل قيام
الساعة "وعلى ما قررناه في هذه المقاربة أنه في ربيع الأول 1448هــ الموافق لــِ
أغسطس/آب 2026م، ولله علم غيب السماوات والأرض، حيث يكون زوال دولة اليهود بحضور
سيدنا عيسى عليه السلام، والتي ستحدث لا محالة كما أخبر المصطفى كما جاء في صحيح مسلم
"عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، قَالَ«لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ،
فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ
وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ
هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ
شَجَرِ الْيَهُودِ»" ([8]).
ويتأكد
بالخبر اليقين أن يوم الملحمة وزوال إسرائيل هم "يَوْمَ الْفَتْحِ"،
وسيأتي ذكره وتفصيله في معرض الحديث عن بلاد الشام موافقا للترتيب الذي قررناه في
هذه المقاربة، مؤكدا في قوله تعالى: ﴿ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْفَتْحُ إِن
كُنتُمْ صَادِقِينَ (28)
قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ
يُنظَرُونَ (29)
فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ ﴾([9]).
([4]) الشيخ أحمد إسماعيل ياسين مؤسس حركة حماس. ولد
في جورة عسقلان في يونيو/ حزيران 1936م. مات والده وعمره لم يتجاوز خمس سنوات.
عايش هزيمة النكبة عام 1948م وعمره آنذاك 12 عاما. ترك الدراسة لمدة عام
(1949-1950م) ليعين أسرته، ثم عاود الدراسة مرة أخرى. في السادسة عشرة من عمره
تعرض الشيخ لحادثة خطيرة اتضح بعدها أنه سيعيش بقية عمره رهين الشلل. أنهى دراسته
الثانوية في العام الدراسي 57/1958م ونجح في الحصول على فرصة عمل. شارك الشيخ وهو
في العشرين من العمر في المظاهرات ضد العدوان الثلاثي الذي استهدف مصر. كانت بسبب
مواهب الشيخ الخطابية لفتت إليه أنظار المخابرات المصرية فتم اعتقاله عام 1965م ثم
أفرج عنه بعد ثبوت عدم وجود علاقة تنظيمية بينه وبين الإخوان. استمر الشيخ في
خطابته بمسجد العباسي، وفي الوقت نفسه نشط في جمع التبرعات ومعاونة أسر الشهداء
والمعتقلين، ثم عمل بعد ذلك رئيسا للمجمع الإسلامي في غزة. أزعج نشاط الشيخ
الصهاينة فأمر عام 1982م باعتقاله ووجهت إليه تهمة تشكيل تنظيم عسكري وحيازة أسلحة
وأصدرت عليه حكما بالسجن 13 عاما، لكنها عادت وأطلقت سراحه عام 1985م في إطار
عملية لتبادل الأسرى. عام 1987م اتفق الشيخ مع مجموعة من قادة العمل الإسلامي في
قطاع غزة على تكوين تنظيم إسلامي لمحاربة الاحتلال الإسرائيلي بغية تحرير فلسطين
أطلقوا عليه اسم المعروفة اختصارا باسم "حماس"، وكان له دور مهم في
الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت آنذاك والتي اشتهرت بانتفاضة المساجد، ومنذ ذلك
الوقت والشيخ يعتبر الزعيم الروحي لتلك الحركة. قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي
يوم 18 مايو/أيار 1989م باعتقاله مع المئات من أعضاء حركة حماس. وفي 16
أكتوبر/تشرين الأول 1991م أصدرت إحدى المحاكم العسكرية حكما بسجنه مدى الحياة إضافة
إلى 15 عاما أخرى. وفي عملية تبادل في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 1997م جرت بين
المملكة الأردنية الهاشمية وإسرائيل، أفرج عن الشيخ وعادت إليه حريته منذ ذلك
التاريخ. فرضت السلطة الفلسطينية أكثر من مرة على الشيخ الإقامة الجبرية. تعرض
الشيخ أحمد ياسين في 6 سبتمبر/ أيلول 2003م لمحاولة اغتيال حين استهداف مروحيات
الصهاينة شقة في غزة كان يوجد بها الشيخ وكان يرافقه إسماعيل هنية. أستشهد الشيخ
أحمد ياسين بتاريخ 22 آذار/مارس 2004م بهجوم صاروخي شنته الطائرات الإسرائيلية
أثناء عودته على كرسيه المتحرك بعد أدائه لصلاة الفجر بمسجد قريب من منزله. وأكدت
جميع التقارير أن رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي الأسبق "أرييل شارون" هو
الذي أشرف على عملية إغتياله.
الرجاء عد الإساءة في التعليقات، فالله يسمع ويرى خارج الموضوع تحويل الاكواد إخفاء الابتسامات إخفاء