pregnancy

دراسة إستراتيجية إستشرافية لوقائع مرحلة الخلافة النبوية الآخرة في ضوء الوحيين والتحليل البيئي للواقع

المقال العشرون: تاريخ وحاضر ومستقبل - بلاد الشام

بلاد شام تظم سوريا وفلسطين والأردن ولبنان حاليا وفق تقسيم سايكس بيكو سنة 1916م، ولقد عرفت هذه المنطقة ما بات يعرف بالشرق الأوسط عبر تاريخ الأمة الإسلامية بكثرة الملاحم والمعارك، وما سنستعرضه في هذه المقاربة ملاحمها الكبرى عبر التاريخ، وسنعرج على الملاحم التي نعتقد أنها واقعة في الزمن القريب القادم، والتي بشر بها الصادق الأمين عليه أفضل الصلاة التسليم أنها ستكون في آخر الزمان، هذا الزمان التي باتت ملامحه جلية للعيان والذي نعتقد أننا في مخاضه وبالتحديد في نهاية الحكم الجبري منه، مرتقبين ولادة مرحلة الخلافة على منهاج النبوة الآخرة، التي ستشهد الملحمة الكبرى بقيادة خليفة آخر الزمان من بيت النبوة من عترة النبي من ولد فاطمة ضد الروم والتي أشرنا إليها سابقا أنها المملكة المتحدة البريطانية وحلفائها.


مرحلة النبوة (غزوة مؤتة):
شهدت الشام معارك وملاحم كبرى بدءاً من مرحلة النبوة، فكانت غزوة مؤتة أول المعارك ضد الروم وحاميته بالشام ، وتحديداً بالأردن، حيث وقعت أحداثها في جمادي الأول من العام الثامن للهجرة (أغسطس/آب 629 م) ، وكان السبب المباشر لهذه المعركة قتل رسول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إذ بعث النبي محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحارث بن عمير الأزدي بكتابه إلى عظيم بُصْرَى، فعرض له شُرَحْبِيل بن عمرو الغساني، وكان عاملاً على البلقاء من أرض الشام من قِبل قيصر فأوثقه رباطاً، ثم قدمه فضرب عنقه. إستشهد في معركة مؤتة من المسلمين اثنا عشر رجلاً، وقتل من الروم ثلاثة آلاف وثلاثمائة وخمسون رجل، وإستشهد في المعركة خيرة القادة ثم جاء الفتح على يد سيف الله خالد بن الوليد، ففي صحيح البخاري "عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَعَى زَيْدًا، وَجَعْفَرًا، وَابْنَ رَوَاحَةَ لِلنَّاسِ، قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُمْ خَبَرُهُمْ، فَقَالَ «أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ، فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَ جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَ ابْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ، وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ حَتَّى أَخَذَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ»".
مرحلة الخلافة على نهج النبوة الأولى (معركة اليرموك):
من أكبر المعارك التي خاضها المسلمون في بلاد الشام في عهد عمر ابن الخطاب معركة اليرموك، وقعت عام 15 هـ الموافق لـــ 636م  بين المسلمين والروم في بلاد الشام، وبالتحديد الحدود السورية الأردنية حاليا، وهي من أهم المعارك في تاريخ العالم لأنها كانت بداية أول موجة انتصارات للمسلمين خارج جزيرة العرب، وآذنت لتقدم الإسلام السريع في بلاد الشام. المعركة حدثت بعد وفاة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأربع سنوات عام 632م. تولَّى خالد بن الوليد القيادة العامة للجيش بعد أن أخفى أبوعبيدة بن الجراح نبأ تسلمه لقيادة الجيش مكان خالد، كانت قوات جيش المسلمين تعدّ 36 ألف مقاتل في حين كانت جيوش الروم تبلغ 240 ألف مقاتل. كان جيش البيزنطيين الروم يتألف من خمسة جيوش. دامت المعركة ستة أيام، لقي جيش الروم (أقوى جيوش العالم يومئذ) هزيمة قاسية، وقد ترتب على هذا النصر العظيم أن استقر المسلمون في بلاد الشام، واستكملوا فتح مدنه جميعا وفتحت بيت المقدس تحت قيادة أبو عبيدة بن الجراح-بمحاصرة القدس في شوال الموافق نوفمبر تشرين الثاني 636. وبعد ستة أشهر، وفي عام 16 هـ ، سافر الخليفة عمر بن الخطاب إلى القدس لتسلم مفاتيح المدينة. وتواصلت الفتوحات إلى الشمال الإفريقي. وقُتل من الروم في هذه المعركة حوالي الستين ألفًا، وقُدِّرت خسائر المُسلمين بِثلاثة آلاف قتيل منهم عدد من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين. وهلك قيصر مصداقا لما جاء في أحاديث المصطفى الصادق الأمين المبلغ عن رب العالمين ففي صحيح البخاري عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلاَ كِسْرَى بَعْدَهُ، وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فَلاَ قَيْصَرَ بَعْدَهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ». 
مرحلة الملك العاض (معركة عين جالوت):
بقيت الشام تحت ظل سلطان المسلمين إلى غاية الإنتكاسة التي حصلت في عهد الملك العباسي، حيث سقطت الدولة الخورازمية بيد المغول ثم تبعها سقوط بغداد بعد حصار دام أياماً فاستبيحت المدينة وقُتل الخليفة المستعصم بالله فسقطت معه الخلافة العباسية، ثم تبع ذلك سقوط جميع مدن الشام وفلسطين، واقتحم هولاكو ، بغداد يوم 10 فبراير 1258م الموافق لــِ 656هـ. وخضعت لهولاكو كل المناطق لسيطرة المغول، لكن معركة عين جالوت غيرت مجرى تاريخ الأمة الإسلامية، وقعت المعركة قريباً بين مدينة بيسان في الشمال ومدينة نابلس في الجنوب. كانت المعركة في رمضان 658هـ الموافق لــِ سبتمبر 1260م حيث تعتبر إحدى أبرز المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي التي وقعت بأرض الشام وبالتحديد فلسطين حاليا؛ حيث استطاع جيش المماليك بقيادة سيف الدين قطز إلحاق أول هزيمة قاسية بجيش المغول بقيادة كتبغا، وإستعيدت أرض الشام برمتها ومعها بيت المقدس من قبضة المغول، وتوحدت مصر وشام وإنتقل سلطان المسلمين من العرب إلى العجم الذين أبلوا فيه بلاءا حسنا كما فعل العرب من قبلهم.  
مرحلة الملك الجبري :
شهدت الشام في بدايات الحكم الجبري الأول تقسيما وتجزيئا لا مثيل له منذ عزل عبد الحميد الثاني من الملك سنة 1327هــ الموافق لــِ 1909م. تآمر العرب المسلمين بإسم القومية تحت لواء الشريف حسين بن علي وابنه فيصل بن الحسين (فيصل الأول) على قيام ثورة ضد المسلمين الأتراك لتأسيس دولة عربية يكون الشريف حسين رئيسها. بدأت مراسلات الشريف حسين مكماهون سنة 1916م التي تمَّ الاتفاق فيها على قيام ثورة على تركيا تدعمها بريطانيا وتعترف باستقلالها وتحميها، مقابل اشتراك المسلمين العرب في الحرب إلى جانب الحلفاء ضد المسلمين الأتراك، كما وعد البريطانيين العرب بالاعتراف باستقلالهم. انطلقت ما سمي الثورة العربية من مكة في 1916م، حيث أعلن الشريف الحسين بن علي سيادته على مكة والطائف وجدة ثم المدينة المنورة. لكن خلال زيارة فيصل الأول إلى باريس أصيب بخيبة خيانته حيث ضربت إتفاقية سايكس بيكو عرض الحائط بتلك الوعود لتأسيس دولة قومية عربية، أما الخيانة الكبرى فتمثلت  توقيع فيصل الأول مع حاييم وايزمان على إتفاقية بنود ما جاء  في وعد بلفور.
وقد بدا جليا أن هذه المرحلة إتسمت بهيمنة وجبرية الإستدمار البريطاني على بلدان المشرق عقب إتفاقية اتفاقية سايكس بيكو من عام 1916م، حيث تم الوصول إلى تفكيك بلاد الشام إلى دويلات سورية والأردن وفلسطين ولبنان. أهدت بريطانيا آنذاك فلسطين إلى الصهاينة اليهود، وجعلت على الأردن مملكة تابعة لها، ومكنت للإنتداب الفرنسي ما عرف باتفاق فيصل-كليمنصو، هو اتفاق مكتوب بين الأمير فيصل بن الحسين، الذي كان يوقع ويتكلم باسم «أمير سورية»، وبين جورج كليمنصو رئيس الوزراء الفرنسي. نصّ الاتفاق على قبول الممملكة السورية الإنتداب الفرنسي. وفي عام 1936م، تم توقيع معاهدة الاستقلال أو قل الإستغلال مع فرنسا لتوحيد كافة الأقاليم السورية بما في ذلك دولتي اللاذقية وجبل الدروز. ولكن فرنسا رفضت إنضمام إقليم جبل لبنان. إتحد اللبنانيون فيما عرف بالميثاق الوطني اللبناني وأعلنوا استقلال لبنان تحت اسم الجمهورية اللبنانية. وأعلن عن إستقلال لبنان عام 1943م وإنسحبت القوات الفرنسية كليا بحلول 17 أفريل 1946م (عيد الجلاء). وفي يوم 25 ماي 1946م وافقت الأمم المتحدة بعد نهاية الإنتداب البريطاني الإعتراف بالأردن كمملكة مستقلة ومستغلة. أعلن البرلمان الأردني الملك عبد الله الأول ملك عليها. ومع إنتهاء عهد الإنتداب البريطاني لفلسطين صدر القرار الأممي 181 لتقسيم فلسطين وإنسحاب بريطانيا من فلسطين، وإعلان قيام « دولة إسرائيل » في ماي 1948م.
مرحلة الحكم الجبري الأخيرة: بعد نهاية الإنتداب المستدمر إتسمت ببدأ هيمنة الحكم العسكري لبلاد الشام كما حدث في سائر البلدان المسلمة. فالكل يعرف مأساة فلسطين الجريحة الإحتلال التي تعانيه.خاض العرب حروبا لم تجدي نفعا ولم تتحرر أرض فلسطين، لكن المقاومة لم تتوقف ففي سنة 1987م الموافق لــِ 1407هــ أي بعد ما يقارب 40 سنة من الإعلان عن دولة إسرائيل (1948م الموافق لــِ 1367هــ) كانت إتفاضة الحجارة، ونشأت حركة حماس وذلك في 14 ديسمبر من سنة 1987م على يد المجاهد الشهيد الشيخ أحمد ياسين رحمه الله. والمقاومة بكل حركاتها مستمرة في الممناعة إلى أن يأتي اليوم الموعود.
وعرف الأردن إستقرار في نظامه  الملكي العسكري كونه نطام موالي قلبا وقالبا للقوى الإستدمارية، بل وقتل من الفلسطنيين فيما بات يعرف بأيلول الأسود من عام 1970م. وسياسته متواصلة ، وليس غريبا أن تكون المنطقة كلها في صراع إلا هذه المملكة باقية خارج الصراع بل موعودة بالجزء الشمالي للسعودية بعد إزالة ملك هذه الأخيرة وتحويلها إلى ثلاث مناطق تتمة لمشروع تقسيم الشرق الأوسط .
أما لبنان فقد عرف حرب أهلية دموية دامت لأكثر من 15 عاما و 7 أشهر (13 أبريل 1975م- 13 أكتوبر 1990م) شارك فيها كل الطوائف بالإضافة إلى العنصر الفلسطيني والسوري والإسرائيلي. وكان من جملة إفرازات هذه الحرب ظهور قوة شيعية في المنطقة (حزب الله اللبناني) تقودها إيران، عرف بمناوشاته ضد الصهاينة في جنوب لبنان. هذا الطائفة التي تعمل الآن تحت ظل النظام الأسدي الطائفي المستدمر لشعب سورية.
عرفت سورية سلسلة إنقلابات منذ إنتهاء الإنتداب البريطاني إلى غاية إنقلاب سنة 1963م ، حيث قامت فرق بعثية في الجيش بالانقلاب على الحكم ، وهو ما أدى إلى إلغاء الدستور وحل كل السلطات، ونفي غالب الطبقة السياسية إلى خارج البلاد. في السنوات اللاحقة تميزت بالصراع داخل أجنحة البعث المختلفة، ما أدى إلى انقلابين آخرين الأول هو انقلاب 1966 والثاني هو ما سمي بالحركة التصحيحية عام 1970 والتي أوصلت وزير الدفاع حافظ الأسد إلى سدة الحكم، وتخلل الانقلابين خسارة الجولان خلال حرب 1967، وقد أفضت حرب 1973 إلى عدم استعادة أي شبر مما أخذه الصهاينة من الأراضي السورية. ولقد وقع هذا المجرم على حكمه بمجزرة حماة والتي شنها النظام السوري ضد الإخوان المسلمين، وأودت بحياة عشرات الآلاف من أهالي مدينة حماة. بدأت المجزرة في 2 فبراير/شباط عام 1982 واستمرت 27 يوماً. حيث قام النظام السوري بتطويق مدينة حماة وقصفها بالمدفعية ومن ثم اجتياحها عسكريا، وإرتكاب مجزرة مروعة كان ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين من أهالي المدينة.
بلاد الشام حاضرا ومستقبلا:
ما يؤكده الواقع لنا أن بلاد الشام تعيش ظلما وظلاما مؤذنين بنهاية الحكم الجبري، ومعلنا بقدوم مرحلة جديدة للأمة برمتها.
فالناظر إلى المعادلة اللبنانية سوف يجد أن هذا البلد يعاني واقعا مريرا، بلد ممزق طائفيا إسلام ومسيحية، ولم يأت من هذا البلد إلا البلايا، وصدّر للأمة فسقا وفسادا ناطقا باللغة العربية، هو البلد الوحيد في الوطن العربي الذي يتولى رئاسته مسيحيون بحكم عرف دستوري، ويتوزع الشعب اللبناني على 18 طائفة معترف بها، وواقع لبنان لا يختلف عن الواقع الأروبي وخاصة الفرنسي.  وأما الأردن فهو ينتظر كما إنتظر الجد فيصل الأول أن يقتطع له الجزء الشمالي من السعودية الحالية ضمن مخطط برنارد لويس، ومستشرف أن يكون المهدي إبن ملكهم عبد الله بن الحسين وخاب ظنهم، إذ الأحاديث تتحدث عن رجل من رجال المسلمين ليس من أبناء الملوك أو الخلفاء يكون بالمدينة ثم ينتقل إلى مكة، دلالة على إنحداره من أهل البيت المدينة كما دلّ الحديث من سنن أبي داود عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَكُونُ اخْتِلَافٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ هَارِبًا إِلَى مَكَّةَ فَيَأْتِيهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَيُخْرِجُونَهُ وَهُوَ كَارِهٌ فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ..." الموجودين منذ عقود في أرض الحجاز المعروف نسبهم من عترة فاطمة " رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ " وهو رجل بلغ أشده من العمر وإبن عبد الله ليزال طفل فهذه المقاربة لا تعنيهم بأي حال من الأحوال، ولن يكون خليفة آخر الزمان من أهل باعوا أنفسهم ليسود ملكهم بإسم القومية في المنطقة، حتى وإن كان نسبهم إلى بيت النبوة، فهيهات أن يكون هذا الرجل منهم. ملوك أباً عن جدٍ باعوا أنفسهم لبريطانيا ولأمريكا في خيانات متتوالية ولتزال. العجيب أن هذا الملك العسكري لم يعرف لا إرهاب القاعدة ولا إرهاب داعش مع أنه موجود في بلاد الشام التي تعاني المؤامرة اليهودية النصرانية بأيادي مسلمة في كل شبر من أجزائها.      
قضية الأقصى والأرض المباركة التي من حوله، أولى القضايا ومحور خلافة المسلمين وقضية وجودهم، والتي تعيش ظلما وظلاما تحت وطأة اليهود منذ أزيد من قرن من الزمن. هذه الأرض التي ستكون تابعة الخلافة قبل المعركة الفاصلة، والتي وعدنا الله بإسترجاعها وتطهيرها من نجس اليهود نهائيا في ملحمة عظيمة بقيادة الخليفة المهدي أحمد بن عبد الله من بيت النبوة على آل نبينا السلام ومع وجود عيسى عليه السلام، معركة يكون فيها مقتل الدجال "على يد سيدنا عيسى عليه السلام " وأتباعه من اليهود أصفهان واليهود المحتلين للأرض المباركة. إن سياسة الإستيطان والتعمير التي يمارسها اليهود حاليا ما هي إلا نبأ عن إقتراب الموعد ، ففي الحديث الحسن في سنن أبي داود عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عُمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ، وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ، وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ قُسْطَنْطِينِيَّةَ، وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ»، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِ الَّذِي حَدَّثَهُ، - أَوْ مَنْكِبِهِ - ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ هَذَا لَحَقٌّ كَمَا أَنَّكَ هَاهُنَا»، أَوْ «كَمَا أَنَّكَ قَاعِدٌ». فخراب يثرب أي المدينة المنورة، على ما نظنه، يكون عندما تتصبح القدس تابعة الخلافة، ما رواه الحاكم في المستدرك من حديث عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيَّ " ... قَالَ ابْنُ شُرَيْحٍ: فَسَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ: إِنَّهُمُ اثْنَا عَشَرَ غَايَةً تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا، فَيَجْتَمِعُ الْمُسْلِمُونَ إِلَى صَاحِبِهِمْ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَأَجْمَعُوا فِي رَأْيِهِمْ أَنْ يَسِيرُوا إِلَى مَدِينَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يَكُونَ مَسَالِحُهُمْ بِالسَّرْحِ وَخَيْبَرَ"، فينتقل معظم أهل المدينة إلى أرض الشام وإلى القدس إستعدادا للملحمة الكبرى، وفتح القسطنطينة وللمعركة الفاصلة مع اليهود، ولعله هذا الأمر هو إحدى الأجوبة للسؤال الذي لم يسأله حذيفة رسول الله عنه، ففي صحيح مسلم عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ، قَالَ: " أَخْبَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ ، فَمَا مِنْهُ شَيْءٌ إِلَّا قَدْ سَأَلْتُهُ، إِلَّا أَنِّي لَمْ أَسْأَلْهُ مَا يُخْرِجُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ مِنْ الْمَدِينَةِ ".
 وكما أشرنا فإن بيت المقدس سيكون تابعا الخلافة القادمة ضمن مصالحة مع الروم كما جاء صحيح ابن حبان عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، أَنَّ ذَا مِخْبَرِ ابْنَ أَخِي النَّجَاشِيِّ أن  رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «سَتُصَالِحُونَ الرُّومَ صُلْحًا آمِنًا، وَتَغْزُونَ أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا مِنْ وَرَائِكُمْ»، وفي سنن ابو داود " تُصَالِحُونَ الرُّومَ صُلْحًا آمِنًا حَتَّى تَغْزُوا أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا مِنْ وَرَائِهِمْ فَتُنْصَرُونَ وَتَغْنَمُونَ وَتَنْصَرِفُونَ " وما رواه البخاري في صحيحه " عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، فَقَالَ: " اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ:...، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الأَصْفَرِ، فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا "، وما دلت عليه مقاربتنا الزمنية أن هذا سيكون بإذن الله قبل رمضان 1446هــ الموافق لــِ مارس 2025م، ولله علم غيب السماوات والأرض، أي قبل إعتلاء الملك الصغير عرش المملكة المتحدة البريطانية، كما ستكون المعركة الفاصلة مع اليهود بحضور سيدنا عيسى إن شاء الله في ربيع الأول 1448هــ الموافق لــِ أغسطس/آب 2026م بعد مرور 40 سنة من إنتفاضة الحجارة (8 ديسمبر 1987م الموافق لــِ 17 ربيع الآخر 1408هــ) والتي سبقها حدث بــِ 40 سنة عن إعلان عن دولة الكيان الصهيوني وهزيمة العرب بإسترجاع الأرض (24 فبراير 1949 الموافق لــِ 26 ربيع الآخر 1368ه)،كما سبق هذا الحدث المشؤوم للأمة بــِ 40 سنة حدث أسوء منه وهو عزل عبد الحميد الثاني رحمه الله وتأسيس تل أبيب عاصمة الكيان الصهيوني في 1910م الموافق لــِ 1328هــ وشرع في غرس الغرقد في منطقة يافا.
 ولقد إستندنا في هذا الحساب إلى قوله تعالى من سورة المائدة " قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ " كما أشار إليه الشيخ أحمد ياسين في شاهد على العصر في سنة 1998م، إستشفافا قرآنيا أن الدور الحاصل كل40 سنة نسبيا، ونهايته في المرحلة الأخيرة التي تشهدها الأمة، مصداقا لقوله تعالى في سورة الإسراء ﴿ وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا ﴾، وقد سبق ذكر هذا الوعد الثاني والأخير " وَعْدُ الْآخِرَةِ " لبني إسرائيل مرتبطا بالمسجد الأقصى في قوله تعالى ﴿ إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا ﴾ ثم يأتي خبر هذه الملحمة وبأنها  قبل قيام الساعة "وعلى ما قررناه في هذه المقاربة أنه في ربيع الأول 1448هــ الموافق لــِ أغسطس/آب 2026م، ولله علم غيب السماوات والأرض، حيث يكون زوال دولة اليهود بحضور سيدنا عيسى عليه السلام، والتي ستحدث لا محالة كما أخبر المصطفى كما جاء في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ"، ثم تأتي إشارة أخرى عن زمن هذه المعركة يوم لاينفع الذين كفروا إيمانهم أي أن هذه الملحمة حاصلة بعد طلوع الشمس من مغربها أولى علامات قروب قيام الساعة، وهذا ما أشار إليه الحديث من صحيح مسلم عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا لَمْ أَنْسَهُ بَعْدُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ أَوَّلَ الْآيَاتِ خُرُوجًا، طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ عَلَى النَّاسِ ضُحًى، وَأَيُّهُمَا مَا كَانَتْ قَبْلَ صَاحِبَتِهَا، فَالْأُخْرَى عَلَى إِثْرِهَا قَرِيبًا». ثم يأتي الخبر اليقين ليوم الملحمة "يَوْمَ الْفَتْحِ" على ترتيب ما قررناه من قبل مؤكدا في سورة السجدة حيث قال عز من قائل: ﴿ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (28) قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ (29) فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ ﴾. 
وما نسوقه مقاربة زمنية أن موعد هذا الفتح إن شاء الله مع موعد نزول عيسى بإعتبار نهاية الأمة مقاربة 1500 سنه من بعثة النبي أي مقاربة ربيع الأول من سنة 1488هــ ، وبإعتبار زمن مكوث عيسى  عليه السلام بالأرض 40 سنة لما جاء في صحيح ابن حبان ومصنف ابن أبي شيبة عَنْ عَائِشَةَ، أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي، فَقَالَ: «مَا يُبْكِيكَ؟» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ، قَالَ: «فَلَا تَبْكِي فَإِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا حَيٌّ أَكْفِيكُمُوهُ، وَإِنْ أَمُتْ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَإِنَّهُ يَخْرُجُ مَعَهُ يَهُودُ أَصْبَهَانَ، فَيَسِيرُ حَتَّى يَنْزِلَ بِضَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ، وَلَهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ، عَلَى كُلِّ بَابٍ مَلَكَانِ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ شِرَارُ أَهْلِهَا، فَيَنْطَلِقُ حَتَّى يَأْتِيَ لُدًّا، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ فَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يَمْكُثُ عِيسَى فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً أَوْ قَرِيبًا مِنْ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِمَامًا عَادِلًا وَحَكَمًا مُقْسِطًا» والذي يكون حسابا بالتراجع الزمني مقاربا لربيع الأول من سنة 1448 هــ الموافق لــِ 2026م، ولله علم غيب السماوات والأرض.
لكن جرى موعود الله من قبل في هذه الأمة المؤمنة، فإسترداد الأقصى لن يكون حتى يعرف ملحمة عظيمة تسبقه بأرض سورية، وفتح ثان للقسطنطينية (إسطنبول)، كما حدث من قبل في معركتي اليرموك وعين جالوت اللتان سبقتا فتح بيت المقدس وإستعادة الأرض المباركة التي من حوله، وما يحدث في الزمن الحاضر من آخر سنوات الحكم الجبري في سورية يحمل في طياته أن الأرض تتهيأ للمحلمة العظمى كما ورد ذكره في فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل فعَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «فُسْطَاطُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْمَلْحَمَةِ، الْغُوطَةُ مَدِينَةٌ يُقَالُ لَهَا دِمَشْقُ هِيَ خَيْرُ مَدَائِنِ الشَّامِ».
ولقد بدأت الأحداث في سورية بالكتابة على الجدران من أطفال صغار سنة 1432 هــ الوافق لــِ 2011م ، أخذوا وعذّبوا من طرف المخابرات السورية، وأنا أسوق هذا الكلام من شاب سوري لاجيء بتركيا عاين الأحداث، إلتقيته وصليت معه بالقرب من الكعبة في أيام الحج من سنة 1438 هــ الموافق لــ 2016م، وبعد عودتي من الحج وقعت على أثر يوصف بالضعف لوجود رجل مجهول في سنده إلا أن هذا الأثر له ما يعضده من شواهد في هذه القاربة وسأسوقه مستأنسا به، كما ورد في جامع معمر بن راشد أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: «تَكُونُ فِتْنَةٌ بِالشَّامِ كَانَ أَوَّلُهَا لَعِبَ الصِّبْيَانِ تَطْفُو مِنْ جَانِبٍ، وَتَسْكُنُ مِنْ جَانِبٍ، فَلَا تَتَنَاهَى حَتَّى يُنَادِيَ مُنَادٍ إِنَّ الْأَمِيرَ فُلَانٌ» قَالَ: فَيُقَبِّلُ ابْنُ الْمُسَيِّبِ يَدَيْهِ حَتَّى إِنَّهُمَا لَيَنْتَفِضَانِ، ثُمَّ يَقُولُ: «ذَاكُمُ الْأَمِيرُ حَقًّا، ذَاكُمُ الْأَمِيرُ حَقًّا». 
ووافق الواقع هذا الأثر صدقا وواقعا، وما نستشفه من الأحاديث الأخرى الصحيحة لدليل على قروب زوال النظام الظالم للشعب السوري وإستخلافه بالخلافة النبوية الآخرة كما ورد في الأثر السابق ذكره، وما يحصل في سورية الحبيبة ما هو إلا فتنة يعقبها التمحيص وهي سنة الله الجارية في المؤمنين إلى أن تطلع الشمس من مغربها، مصداقا لقوله تعالى ﴿مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾، وما يفعله النظام من الجرم في حق شعبه ظلم يحق السب عليه، وما هو إلا تأكيد لحديث المصطفى عليه أفضل السلام وأزكى التسليم كما ورد في المستدرك للحاكم عن "عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: «سَتَكُونُ فِتْنَةٌ يُحَصَّلُ النَّاسُ مِنْهَا كَمَا يُحَصَّلُ الذَّهَبُ فِي الْمَعْدِنِ، فَلَا تَسُبُّوا أَهْلَ الشَّامِ، وَسَبُّوا ظَلَمَتَهُمْ، فَإِنَّ فِيهِمُ الْأَبْدَالُ، وَسَيُرْسِلُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ سَيْبًا مِنَ السَّمَاءِ فَيُغْرِقُهُمْ حَتَّى لَوْ قَاتَلَتْهُمُ الثَّعَالِبُ غَلَبَتْهُمْ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ عِنْدَ ذَلِكَ رَجُلًا مِنْ عِتْرَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا إِنْ قَلُّوا، وَخَمْسَةَ عَشْرَ أَلْفًا إِنْ كَثُرُوا، أَمَارَتُهُمْ أَوْ عَلَامَتُهُمْ أَمِتْ أَمِتْ عَلَى ثَلَاثِ رَايَاتٍ يُقَاتِلُهُمْ أَهْلُ سَبْعِ رَايَاتٍ لَيْسَ مِنْ صَاحِبِ رَايَةٍ إِلَّا وَهُوَ يَطْمَعُ بِالْمُلْكِ، فَيَقْتَتِلُونَ وَيُهْزَمُونَ، ثُمَّ يَظْهَرُ الْهَاشِمِيُّ فَيَرُدُّ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ إِلْفَتَهُمْ وَنِعْمَتَهُمْ، فَيَكُونُونَ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى يَخْرُجَ الدَّجَّالُ»".
بلاد الشام كانت بشارة فتحها في رؤيا بعثة مولد آخر الأنبياء والرسل أجمعين صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ففي مسند الإمام أحمد في الحديث الصحيح لغيره عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ الْفَزَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:  «إِنِّي عِنْدَ اللَّهِ مَكْتُوبٌ بِخَاتَمِ النَّبِيِّينَ، وَإِنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ، وَسَأُخْبِرُكُمْ بِأَوَّلِ ذَلِكَ: دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، وَبِشَارَةُ عِيسَى، وَرُؤْيَا أُمِّيَ الَّتِي رَأَتْ حِينَ وَضَعَتْنِي أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهَا مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ»، وهي مهبط نبي الله عيسى عليه السلام في آخر الزمان، كما ورد في الحديث الطويل من  صحيح مسلم " عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ، قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ .....فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ،...."، وهذا اللقاء الذي سيكون بعد الملحمة العظمى وفتح القسطنطينية وخروج الدجال في زمن الخلافة على منهاج النبوة الآخرة على عهد الأمير وخليفة المسلمين، ما رَوَاهُ مُسْلِمٌ في صحيحه عَنْ جَابِرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " قَالَ: " فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ: تَعَالَ صَلِّ لَنَا فَيَقُولُ: لَا إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ، تَكْرِمَةَ اللَّهِ هَذِهِ الْأُمَّةَ» " وفي الحديث المتفق عليه عَنْ نَافِعٍ، مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ، وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ». وعلى أن مكان الملحمة بسورية لما جاء في صحيح ابن حبان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:  «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَنْزِلَ الرُّومُ بِالْأَعْمَاقِ، أَوْ بِدَابِقَ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، هُمْ خِيَارُ أَهْلِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ، فَإِذَا تَصَافُّوا، قَالَتِ الرُّومُ: خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ، فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ: لَا وَاللَّهِ لَا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا، فَيُقَاتِلُونَهُمْ، فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لَا يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا، ثُمَّ يُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ وَهُمْ أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ، وَيَفْتَتِحُ ثُلُثٌ فَيَفْتَتِحُونَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ، ..» . وما أشار إليه الحديث من صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «سَمِعْتُمْ بِمَدِينَةٍ جَانِبٌ مِنْهَا فِي الْبَرِّ وَجَانِبٌ مِنْهَا فِي الْبَحْرِ؟» قَالُوا: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَغْزُوَهَا سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ بَنِي إِسْحَاقَ، فَإِذَا جَاءُوهَا نَزَلُوا، فَلَمْ يُقَاتِلُوا بِسِلَاحٍ وَلَمْ يَرْمُوا بِسَهْمٍ، قَالُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، فَيَسْقُطُ أَحَدُ جَانِبَيْهَا - قَالَ ثَوْرٌ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ - الَّذِي فِي الْبَحْرِ، ثُمَّ يَقُولُوا الثَّانِيَةَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، فَيَسْقُطُ جَانِبُهَا الْآخَرُ، ثُمَّ يَقُولُوا الثَّالِثَةَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، فَيُفَرَّجُ لَهُمْ، فَيَدْخُلُوهَا فَيَغْنَمُوا، فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْمَغَانِمَ، إِذْ جَاءَهُمُ الصَّرِيخُ، فَقَالَ: إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَرَجَ، فَيَتْرُكُونَ كُلَّ شَيْءٍ وَيَرْجِعُونَ " فهو دلالة على أن عدد المسلمين هو ثلاث أضعاف سَبْعُونَ أَلْفًا (70000) أي ما يقارب مائتين وعشرة ألاف (210000) منهم: سَبْعُونَ أَلْفًا (70000) يتولى عن الملحمة، و سَبْعُونَ أَلْفًا (70000) يستشهد،  سَبْعُونَ أَلْفًا (70000) يفتح الله على يدهم القسطنطينية من أصول غير عربية " مِنْ بَنِي إِسْحَاقَ "، وما نقره زمنيا في هذه المقاربة ولله العلم أن الملحمة العظمى ستكون لأواخر شهر جمادى الآخرة وأوائل شهر رجب لسنة 1447 هــ الموافق لــِ شهر ديسمبر/كانون الأول 2025م والله أعلم، هذا من جهتين إثنين:   
أولهما بإعتبار نهاية الأمة مقاربة 1500 سنه من بعثة النبي أي مقاربة ربيع الأول من سنة 1488هــ ، وبإعتبار زمن نزول عيسى ومكوثه بالأرض 40 سنة لما مارواه الحاكم في المستدرك عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ رُوحَ اللَّهِ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ نَازِلٌ فِيكُمْ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ رَجُلٌ مَرْبُوعٌ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَصَّرَانِ كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ، وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيَدْعُو النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ فَيُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ وَتَقَعُ الْأَمَنَةُ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ حَتَّى تَرْعَى الْأَسْوَدُ مَعَ الْإِبِلِ، وَالنُّمُورُ مَعَ الْبَقَرِ وَالذِّئَابُ، مَعَ الْغَنَمِ وَيَلْعَبُ الصِّبْيَانُ مَعَ الْحَيَّاتِ، لَا تَضُرُّهُمْ فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ يُتَوَفَّى وَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ» والذي يكون حسابا بالتراجع الزمني في ربيع الأول من سنة 1448 هــ الموافق ل 2026م، وبإعتبار أن نزول عيسى يكون في آواخر أيام الدجال كما في صحيح مسلم " فَعَاثَ يَمِينًا وَعَاثَ شِمَالًا "، وبإعتبار كذلك مكوث الدجال في الأرض 40 بوم كما ورد في الحديث الطويل من صحيح مسلم عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ، قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ....قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا لَبْثُهُ فِي الْأَرْضِ؟ قَالَ: «أَرْبَعُونَ يَوْمًا، يَوْمٌ كَسَنَةٍ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ...". وإعتمادا على التسلسل والمدة الزمنية الوارد ذكرها في الحديث المرسل كما ورد في مصنف ابن أبي شيبة  قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: «مَا بَيْنَ الْمَلْحَمَةِ وَفَتْحِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ وَخُرُوجِ الدَّجَّالِ إِلَّا سَبْعَةَ أَشْهُرٍ , وَمَا ذَاكَ إِلَّا كَهَيْئَةِ الْعِقْدِ يَنْقَطِعُ فَيَتْبَعُ بَعْضُهُ بَعْضًا». فالبتراجع 40 يوم زمنيا الزمني يكون خروج الدجال مقاربا ما بين أواخر شهر محرم وأوائل شهر صفر 1448 ه الموافق لـِ 2026م، وبالتراجع سبعة أشهر من خروجه يكون موعد الملحمة مقاربا لأواخر شهر جمادى الآخرة وأوائل شهر رجب لسنة 1447 هــ الموافق لــِ شهر ديسمبر/كانون الأول من سنة 2025م، ولله علم غيب السماوات والأرض
ثانيهما من جهة إعتبار موعد تمليك الطفل جورج ألكسندر لويس إبن وليام إبن تشارلز الذي  على المملكة المتحدة البريطانية، على ما دلت عليه المقاربة عند بلوغه 12 سنة، هذا الطفل  الذي ولد في يوم 15 رمضان 1434هــ الموافق لـِ 22 يوليو 2013م ، حيث سبلغ 12 من عمره في 15 رمضان 1446هــ الموافق لــِ 14 مارس 2025م، والذي سيعلن حملة صليبية لتسعة أشهر ما يشير إليه الحديث من مسند الروياني من حديث عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ "...وَالسَّادِسَةُ هُدْنَةٌ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الأَصْفَرِ فَيَجْتَمِعُونَ لَكُمْ حَمْلَ امْرَأَةٍ ، ثُمَّ يَغْزُونَكُمْ فَيُقَاتِلُونَكُمْ فِي ثَمَانِينَ رَايَةً أَوْ غَايَةً تَحْتَ كُلِّ رَايَةٍ أَوْ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا " وفي رواة الحاكم في المستدرك"...فَمَا بَلَغَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً مَلَّكُوهُ عَلَيْهِمْ، فَقَامَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ، فَقَالَ: إِلَى مَتَى يَغْلِبُنَا هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ عَلَى مَكَارِمٍ أَرْضِنَا، إِنِّي رَأَيْتُ أَنْ أَسِيرَ إِلَيْهِمْ حَتَّى أُخْرِجَهُمْ مِنْهَا، فَقَامَ الْخُطَبَاءُ فَحَسَّنُوا لَهُ رَأْيَهُ، فَبَعَثَ فِي الْجَزَائِرِ وَالْبَرِّيَّةِ بِصَنْعَةِ السُّفُنِ،..."، فإذا قاربنا الزمن فإنه سيعلن عن حملته بعد إعتلائه عرش المملكة المتحدة البريطانية بأيام قلائل، والزمن بين توليه الملك والملحمة العظمى هو تسعة أشهر هجرية، فيكون التاريخ مقاربا لأواخر شهر جمادى الآخرة وأوائل شهر رجب  لسنة 1447 هــ الموافق لــِ شهر ديسمبر من سنة 2025م،ولله علم غيب السماوات والأرض.  

الرجاء عد الإساءة في التعليقات، فالله يسمع ويرى خارج الموضوع تحويل الاكواد إخفاء الابتسامات إخفاء

شكرا لتعليقك