من خلال هذا المقال سنوضح الإصطدام الناشىء بين إيران (بلاد فارس سابقا) وبين جاراتها من دول منطقة من جزيرة العرب، وحقيقة الصراع الدائر بين السنة والشيعة وخرافة إمامهم المنتظر المزعوم المختفي في السرداب منذ قرابة أربعة عشر قرنا (محمد بن الحسن العسكري)، ومستقبل الصراع ونهايته كما أخبر عنها المصطفى عليه أفضل السلام وأزكى التسليم.
من إستقراء الماضي نجد أن إيران (بلاد فارس ) في تاريخ الأمة الإسلامية قد عرفت مسيرة مثيرة للغاية، فقد بشر بها الصادق الأمين عليه أفضل الصلاة التسليم أنها ستكون تحت راية الإسلام، فقد فتحت في عهد عمر بن الخطاب تحت بقيادة سعد بن أبي وقَّاص سنة 14هـ الموافقة لِسنة 636م، فكان النصر الحاسم في معركة القادسيَّة ، ولم تمضي سنة 23هـ المُوافقة لِسنة 644م حتى استُكمل القضاء على تلك الإمبراطوريَّة وفتح فارس برُمَّتها. مصداقا لما جاء في أحاديث المصطفى الصادق الأمين المبلغ عن رب العالمين، ففي صحيح البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فَلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَتُنْفِقُنَّ كُنُوزَهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ". وفتحت بلاد فارس وفي الحديث الصحيح من الستدرك للحاكم عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «لَتَفْتَحَنَّ لَكُمْ كُنُوزَ كِسْرَى الْأَبْيَضَ-أَوِ الَّذِي فِي الْأَبْيَضِ-عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ».
وقد
كانت نبوءة فتح فارس والمسلمون في شدة وبلاء في غزوة خندق ، وما هذا إلا تأكيد على
أن النصر لا يأتي إلا بعد الفتنة والتمحيص، وأن بشارات هذه الأمة تسطع نجومها إلا
بعد الظلام الحالك مصداقا لقوله تعالى من سورة يوسف ﴿حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ
وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ وَلَا
يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾، وجاءت نبوءة فتح فارس مقررة من
الحديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: "أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْخَنْدَقِ عَلَى الْمَدِينَةِ، فَأَتَاهُ قَوْمٌ فَأَخْبَرُوهُ
أَنَّهُمْ وَجَدُوا صَفَاةَ لَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَنْقُبُوهَا، فَقَامَ رَسُولُ
اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقُمْنَا مَعَهُ، فَأَخَذَ الْمِعْوَلَ
فَضَرَبَ فَلَمْ أَسْمَعْ ضَرْبَةً مِنْ رَجُلٍ كَانَتْ أَكْبَرَ صَوْتًا مِنْهَا،
فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ فُتِحَتْ فَارِسٌ. ثُمَّ ضَرَبَ أُخْرَى مِثْلَهَا فَقَالَ:
اللَّهُ أَكْبَرُ فُتِحَتِ الرُّومُ. ثُمَّ ضَرَبَ أُخْرَى مِثْلَهَا فَقَالَ: اللَّهُ
أَكْبَرُ وَجَاءَ اللَّهُ بِحِمْيَرٍ أَعْوَانًا وَأَنْصَارًا" بغية الباحث
عن زوائد مسند.
كما
جاءت أيضا نبؤها من حدبث عدي كما ورد ذكره في السنة للبغوي وما رواه البخاري في
صحيحه عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: بَيْنَا أَنَا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ، فَشَكَا إِلَيْهِ الْفَاقَةَ، ثُمَّ أَتَاهُ
آخَرُ، فَشَكَا إِلَيْهِ قَطْعَ السَّبِيلِ، فَقَالَ: «يَا عَدِيُّ، هَلْ رَأَيْتَ
الْحِيرَةَ؟» قُلْتُ: لَمْ أَرَهَا، وَقَدْ أُنْبِئْتُ عَنْهَا، قَالَ: «فَإِنْ طَالَتْ
بِكَ حَيَاةٌ، فَلَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنَ الْحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ
بِالْكَعْبَةِ لَا تَخَافُ أَحَدًا إِلا اللَّهُ»، قُلْتُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ
نَفْسِي: فَأَيْنَ دُعَّارُ طَيِّئٍ الَّذِينَ قَدْ سَعَّرُوا الْبِلادَ، «وَلَئِنْ
طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ، لَتُفْتَحَنَّ كُنُوزَ كِسْرَى»، قُلْتُ: كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ؟
قَالَ: " كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ، وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الرَّجُلَ
يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ مِنْ ذَهَبٍ، أَوْ فِضَّةٍ، يَطْلُبُ مَنْ يَقْبَلُهُ مِنْهُ،
فَلا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهُ مِنْهُ، وَلَيَلْقَيَنَّ اللَّهُ أَحَدَكُمْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ يَوْمَ يَلْقَاهُ، وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرجمان يُتَرْجِمُ لَهُ،
فَلَيَقُولَنَّ: أَلَمْ أَبْعَثْ إِلَيْكَ رَسُولا فَيُبْلِغُكَ؟ فَيَقُولُ: بَلَى،
فَيَقُولُ: أَلَمْ أُعْطِكَ مَالا، وَأُفْضِلْ عَلَيْكَ؟ فَيَقُولُ: بَلَى، فَيَنْظُرُ
عَنْ يَمِينِهِ، فَلا يَرَى إِلا جَهَنَّمَ، وَيَنْظُرُ عَنْ يَسَارِهِ، فَلا يَرَى
إِلا جَهَنَّمَ "، قَالَ عَدِيٌّ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اتَّقُوا النَّارُ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ
شِقَّ تَمْرَةٍ، فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ»، قَالَ عَدِيٌّ: فَرَأَيْتُ الظَّعِينَةَ
تَرْتَحِلُ مِنَ الْحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ لَا تَخَافُ إِلا اللَّهَ،
وَكُنْتُ فِيمَنِ افْتَتَحَ كُنُوزَ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، وَلَئِنْ طَالَتْ بِكُمْ
حَيَاةٌ لَتَرَوُنَّ، مَا قَالَ النَّبِيُّ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ».
في سنة 750م ساهم الإيرانيون في إسقاط الخلافة الأموية
وساعدوا في قيام الدولة العباسية. وانتقلت عاصمة الخلافة من دمشق إلى بغداد. وفي
الفترة الممتدة من 750م-1258م: اعتمد الخلافة العباسية على أسر ذات أصول فارسية في
كثير من وظائف الدولة. وأصبح لأسرة البرامكة الفارسية شأن كبير في النظام السياسي العباسي
وتقلد كثير من أفرادها مناصب وزارية هامة في
الدولة العباسية. ولما بدأت قبضة الحكم العربي على فارس تضعف، وصلت ممالك فارسية محلية
متعددة إلى سدة الحكم وأقامت دويلات مستقلة . وأصبحت فارس مركزاً للفن والأدب والعلوم.
وكان للفرس أثر كبير في ازدهار الحضارة الإسلامية، خاصة في الفترة الممتدة 840م-1206م
حيث برز في هذه الحقبة نخبة من علماء المسلمين الأفذاذ مثل سيبويه، مؤسس علم النحو،
والخوارزمي، في الفلك والجبر، والرازي، والفردوسي، وابن سينا، والغزالي، وعمر الخيام،
وغيره.
أما
في عهد المغول تم الإستلاء على الأراضي الإيرانية بالكامل، وفي سنة 1295م تولى غازان
خان، حفيد هولاكو، العرش وكانت فترة حكمه العهد الذهبي للمغول في إيران حيث كان أول
قائد يعتنق الإسلام وصار طابع الدولة إسلامياً فارسياً تماماً، وساعدت إمبراطورية المغول المترامية الأطراف في
شرق آسيا في تبادل الأفكار والبضائع بين الصين والهند وفارس، وكان هذا الأمر
موافقا لما أخبر به الصادق الأمين المبلغ عن ربّ العالمين في
الحديث من صحيح البخاري "عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا
قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ وَحَتَّى تُقَاتِلُوا التُّرْكَ صِغَارَ الْأَعْيُنِ
حُمْرَ الْوُجُوهِ ذُلْفَ الْأُنُوفِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ،
وَتَجِدُونَ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ أَشَدَّهُمْ كَرَاهِيَةً لِهَذَا الْأَمْرِ حَتَّى
يَقَعَ فِيهِ وَالنَّاسُ مَعَادِنُ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي
الْإِسْلَامِ، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَى أَحَدِكُمْ زَمَانٌ لَأَنْ يَرَانِي أَحَبُّ إِلَيْهِ
مِنْ أَنْ يَكُونَ لَهُ مِثْلُ أَهْلِهِ وَمَالِهِ".
في الفترة الممتدة 1501-1524م نشأت الدولة الصفوية تنسب إلى صفي الدين الأردبيلي الذي كان من شيوخ الصوفية التقليديين وكان شافعي المذهب. أما مؤسسها فهو إسماعيل ميرزا أو الشاه إسماعيل الأول، والذي أعلن المذهب الشيعي الإثنى عشري مذهباً رسمياً للدولة، وكان حضور هذا المذهب إنتكاسا حقيقيا في أمة الإسلام وأدى إلى نشوب صراع عقدي لتزال ملامحه بارزة إلى يومنا هذا، ومنذ ذلك العهد وأفكار ومعتقدات الصفوين ممتدة إلى يومنا هذا في تلك المنطقة. وفي عهد الشاه عباس تم نقل ملك الدولة الصفوية إلى أصفهان بإيران رسميا في فترة حكمه الممتدة من سنة 1587-1629م، حيث صارت مركزاً حضارياً متميزاً في مختلف ميادين العلم والفن والعمارة والأدب، وازدهرت في عهده العلاقات الإيرانية الأوروبية وكثر سفراء أروبا في بلاطه. وكان هذا الحدث بعد سنوات قلائل من عام 1579م الموافق ل 987هــ أي بعد مرور 1000 سنة على بعثة النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا الحدث يدلّ دلالة واضحة على أن هذه الدولة تزامن تأسيسها مع بداية المرحلة الثانية من عمر الأمة كما أسلفنا ذكره ، وهي مدة التأخير الذي أكرم الله به نبيه لهذه الأمة. ظهرت هذه الدولة في ثوب جديد في سنة 1921م لما ترقى رضا خان من ضابط بالجيش إلى وزير للحربية ثم رئيس للوزراء بعد قيامه بانقلاب. وفي عام 1925م أصبح رضا خان ملكاً على إيران كأول ملك للدولة البهلوية. وبرغم أنه كان يهدف إلى أن يصبح رئيس جمهورية، إلا إن رجال الدين أقنعوه ليصبح شاهاً (ملك)، خوفاً من تضاؤل نفوذهم في الجمهورية. يجدر الإشارة إلى أن هذه الدولة قامت في بدايات مرحلة مُلْكًا جَبْرِيَّةً التي كانت بدايتها منذ سقوط السلطنة العثمانية سنة 1327 هجري الموافق ل 1909 بعزل عبد الحميد الثاني من الحكم.
في الفترة الممتدة 1501-1524م نشأت الدولة الصفوية تنسب إلى صفي الدين الأردبيلي الذي كان من شيوخ الصوفية التقليديين وكان شافعي المذهب. أما مؤسسها فهو إسماعيل ميرزا أو الشاه إسماعيل الأول، والذي أعلن المذهب الشيعي الإثنى عشري مذهباً رسمياً للدولة، وكان حضور هذا المذهب إنتكاسا حقيقيا في أمة الإسلام وأدى إلى نشوب صراع عقدي لتزال ملامحه بارزة إلى يومنا هذا، ومنذ ذلك العهد وأفكار ومعتقدات الصفوين ممتدة إلى يومنا هذا في تلك المنطقة. وفي عهد الشاه عباس تم نقل ملك الدولة الصفوية إلى أصفهان بإيران رسميا في فترة حكمه الممتدة من سنة 1587-1629م، حيث صارت مركزاً حضارياً متميزاً في مختلف ميادين العلم والفن والعمارة والأدب، وازدهرت في عهده العلاقات الإيرانية الأوروبية وكثر سفراء أروبا في بلاطه. وكان هذا الحدث بعد سنوات قلائل من عام 1579م الموافق ل 987هــ أي بعد مرور 1000 سنة على بعثة النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا الحدث يدلّ دلالة واضحة على أن هذه الدولة تزامن تأسيسها مع بداية المرحلة الثانية من عمر الأمة كما أسلفنا ذكره ، وهي مدة التأخير الذي أكرم الله به نبيه لهذه الأمة. ظهرت هذه الدولة في ثوب جديد في سنة 1921م لما ترقى رضا خان من ضابط بالجيش إلى وزير للحربية ثم رئيس للوزراء بعد قيامه بانقلاب. وفي عام 1925م أصبح رضا خان ملكاً على إيران كأول ملك للدولة البهلوية. وبرغم أنه كان يهدف إلى أن يصبح رئيس جمهورية، إلا إن رجال الدين أقنعوه ليصبح شاهاً (ملك)، خوفاً من تضاؤل نفوذهم في الجمهورية. يجدر الإشارة إلى أن هذه الدولة قامت في بدايات مرحلة مُلْكًا جَبْرِيَّةً التي كانت بدايتها منذ سقوط السلطنة العثمانية سنة 1327 هجري الموافق ل 1909 بعزل عبد الحميد الثاني من الحكم.
سبقت الإشارة في قراءة لحديث " تكون فيكم النبوة "، أن الحكم الجبري ينقسم إلى مرحلتين، وأن عهده الثاني إرتسمت معالمه على الغالب في أواخر الستينيات وبداية السبعينيات من القرن الميلادي الماضي (القرن العشرين)، وكان سقوط نظام الشاه في سنة 1979م الموافق لــِ 1399هــ، وتم إعلان ميلاد جمهورية إيران الإسلامية أبريل/نيسان 1979م من طرف زعيمها الروحي الخميني الذي رسم لها معلما للإستمرار التاريخي الممتد من العهد الصفوي ما عرف بولاية الفقيه. كان أول إصطدام عرفته إيران مع الجارة العراق حيث دامت الحرب ثمان سنوات إبتداءا من 1980م، تخللتها قطع علاقاتها الإقتصادية مع أمريكا، وبدت ملامح العداء الظاهري لإسرائيل وأمريكا، كما أبدت هذه الدولة مواقفا جريئة مع القضايا الإسلامية كالقضية الفلسطينية.
لكن
وبعد مرور الزمن أثبت الواقع الآن أن ما كانت تخفيه من نوايا بات معلنا، وأن
أفكارها ومعتقداتها لن تتخلى عنها، وليس همها وحدة المسلمين، بل إقامة دولة يقودها
مهديها المتنتظر محمد بن الحسن بن علي المهدي المتمم لسلسلة الأئمة الإثني عشرية، المرتقب
خروجه في هذا الزمان في سنة 2018م الموافق لــِ 1440هــ من السرداب الذي دخله ولم
يخرج منه منذ قرون. والملاحظ أن هذا الأمر لن يزول إلا بإصطدام حقيقي مع جيرانها
في المنطقة خاصة منها السعودية ، حيث بدأت ملامحه ترتسم جليا وهذا خلال فترة الحج
لعام 2015م الموافق لــِ 1336هــ، وراح ضحيته 464 من الحجاج الإيرانيين من بينهم
ما يقارب من بينهم عدد من كبار المسؤولين في الحرس الثوري الإيراني، كما نقل موقع
رأي اليوم في الأول من أكتوبر 2015م ما
يلي " وكانت
مصادر رسمية إيرانية، أعلنت عن وجود مسؤولين وقادة كبار لايزال مصيرهم مجهولاً، من
بينهم غضنفر ركن آبادي، سفير إيرانى السابق لدى لبنان، والذي كان يتمتع بمنصب حساس،
نظراً للعلاقة بين إيران وحزب الله اللبناني، والحرب الدائرة في سوريا، وينهي الإعلان
عن وفاة ركن آبادي شكوكاً دارت حول اختطافه في السعودية ". ويجدر الإشارة عن
المؤسسة الأمنية المنظمة لحج 2015م، حيث كشفت صحيفة غارديان البريطانية، أن مؤسسة G4S مؤسسة ناشطة في مختلف دول العالم ، وهي ذاتها المؤسسة المسؤولة عن
المعابر الحدودية وسجون الإحتلال الصهيوني.
ويجدر
الإنتباه إلى إيران مستعدة لخوض حرب في المنطقة، فهي حليفة روسيا وتركيا حاليا،
وهي الآن تبرز مدى قوتها وجاهزيتها في سوريا بعد الإتفاق النووي الذي توصلت إليه مع
مجموعة "5+1" في العاصمة النمساوية فيينا يوم 14 جويلية/تموز 2015والذي ينظم
رفع العقوبات المفروضة على طهران منذ عقود، ويسمح لها بتصدير واستيراد أسلحة، مقابل
منعها من تطوير صواريخ نووية، وقبولها زيارة مواقعها النووية، استكمالا لاتفاق لوزان،
ماهو إلا بداية لتسليح من نوع آخر جوي بحري وبري إستعداد لحرب قادمة في الأفق
القريب. تكمن قوة إيران العسكرية والإستراتيجية حاليا -وفقا لمتخصصين في شؤون التسلح-
في الصواريخ أرض أرض بعيدة المدى القادرة على إصابة أي هدف معاد ثابت أو متحرك في مدى
يبلغ 1800 كم، وهو ما يعني القدرة على الوصول إلى أي هدف تحدده إيران في دول الجوار
وفي مياه الخليج سواء أطلقت من الأراضي الإيرانية نفسها أو وصل بعضها إلى سوريا أو
حزب الله في لبنان. فضلا عن منظومة الصواريخ سابقة الذكر فإن إيران تعول على سلاحها
الجوي، وقد أظهرت منه ثلاث طائرات مقاتلة متطورة أطلقت عليها "الصاعقة" تقول إنها تشبه المقاتلات الأميركية (إف-5) و(إف-18).
ففي أواخر سنة 2015م بث التلفزيون الرسمي الإيراني فيديو يظهر طائرة حربية إيرانية
بدون طيار خلال تحليق تجريبي في سوريا. ونتاقلت الوكالات الأنباء المختلفة نبأ ظهور
الطائرة الإيرانية بدون طيار والتي تحمل اسم "صاعقة" في معرض عن أحدث إنجازات
القوة "الجوفضائية" التابعة للحرس الثوري. كا نقلت وكالة الجمهورية الإسلامية
للأنباء "ارنا" عن العمید أمیر علی حاجی زادة، القائد البارز بالحرس الثوري
قوله، إن "الطائرة تستطیع إصابة 4 أهداف بعیدة المدى بصواریخ ذکیة بدقة متناهیة".
فضلا عن منظومة الصواريخ والسلاح الجوي فإن لدى إيران قوة أخرى تتمثل في قدراتها البحرية
المتطورة والقادرة على غلق مضيق هرمز في حالة تعرضها لهجوم وهو ما يمثل تهديدا إستراتيجيا
ليس لدول الجوار وحدها وإنما لأمن الطاقة في العالم أجمع.
إيران (بلاد فارس ) حاضرا ومستقبلا:
إيران (بلاد فارس ) حاضرا ومستقبلا:
هل أخبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن العدوان الذي ستقوم به إيران مستقبلا ضد السعودية وهل أخبر عن إقتتال الخلافة على نهج النبوة الآخرة التي ستكون في هذا الزمان ضد إيران "بلاد فارس" ؟؟ والجواب موجود بإستقراء الأحاديث وتنزيلها في الموضع المناسب.
ففي
الحديث الصحيح من سنن ابن ماجه عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَقْتَتِلُ عِنْدَ كَنْزِكُمْ ثَلَاثَةٌ، كُلُّهُمُ ابْنُ
خَلِيفَةٍ، ثُمَّ لَا يَصِيرُ إِلَى وَاحِدٍ مِنْهُمْ، ثُمَّ تَطْلُعُ الرَّايَاتُ
السُّودُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، فَيَقْتُلُونَكُمْ قَتْلًا لَمْ يُقْتَلْهُ قَوْمٌ»
- ثُمَّ ذَكَرَ شَيْئًا لَا أَحْفَظُهُ فَقَالَ - فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَبَايِعُوهُ
وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ، فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ اللَّهِ الْمَهْدِيُّ
". ورواه الحاكم في المستدرك وقال. [ابن كثير: كنز الكعبة.]، فالحديث دال على
أن هجوما كاسحا سيطال أرض الحجاز من المشرق عندما يقع إختلاف على الحكم، والمكان
الذي كان فيه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو المدينة المنورة ، فإذا
تأملنا جغرافيا مشرق المدينة فسوف نجد منطقة نجد
وما وراءها (البحر الأحمر وإيران) هي المناطق المخصوصة بالذكر، وبإعتبار أن
منطقة نجد تابعة للمملكة السعودية فهذا يحدد أن المناطق الشرقية النجدية المتواجد
فيها جم هائل من الشيعة هي التي تطلع منها هذه الرايات السوداء.
جاء في الحديث الحسن من
سنن ابن ماجة والبزار في مسنده والعقيلي في (الضعفاء) وإبن عدي من طريق يزيد بن أبي
زياد، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة بن قيس النخعي "عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَ فِتْيَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، فَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ، فَقُلْنَا:
يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا نَزَلَ، نَرَى فِي وَجْهِكَ شَيْئًا نَكْرَهُهُ. فَقَالَ:
" إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ اخْتَارَ اللَّهُ لَنَا الآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا، وَإِنَّ
أَهْلَ بَيْتِي هَؤُلاءِ سَيَلْقَوْنَ بَعْدِي بَلاءً وَتَطْرِيدًا وَتَشْرِيدًا، حَتَّى
يَأْتِيَ قَوْمٌ مِنْ هَاهُنَا مِنْ نَحْوِ الْمَشْرِقِ، أَصْحَابُ رَايَاتٍ سُودٍ،
يَسْأَلُونَ الْحَقَّ فَلا يُعْطَوْنَهُ، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا، فَيُقَاتِلُونَ
فَيُنْصَرُونَ، فَيُعْطَوْنَ مَا سَأَلُوا، فَلا يَقْبَلُوهَا حَتَّى يَدْفَعُوهَا
إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، فَيَمْلَؤُهَا عَدْلا كَمَا مَلَئُوهَا ظُلْمًا،
فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلْيَأْتِهِمْ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ، فَإِنَّهُ
الْمَهْدِيُّ". قال عنه ابن كثير في (البداية والنهاية:"إسناده حسن"،
وحسنه الألباني أيضاً في (سلسلة الأحاديث الضعيفة). وفي الحديث إشارة على مطلب
الشيعة وعلى رأسهم إيران في إعطاء حكم الحرمين لأحد من أهل البيت بعد ما سيشاهدنوه
من إقتتال لآل سعود على الحكم. لكنهم سيصطلحون على رجل من أهل البيت ليس بمهديهم
المرتقب خروجه من السرداب ، وهذا ما سيؤدي الإقتتال معهم وإعادة فتح بلاد فارس
الفتح الثاني. من جهة أخرى فإن المهدي لن يخرج من هذه الريات السود قطعا "فَلا
يَقْبَلُوهَا حَتَّى يَدْفَعُوهَا إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي"، سيستمر
عداء إلى أن يحدث صراع كبير قبل اللحمة العظمى ضد هذا البلد، وصراع ضد أقوام من
هذا البلد تكون من أتباع الدّجّال وسيأتي ذكره لاحقا.
من جهة أخرى وصفها بالسوداء دلالة على أن الشيعية الذين جعلوا من السواد شعارا لهم تعبيرا عن حزنها المزعوم لمقتل الحسين إبن علي رضوان الله عليهما. لكن الوصف الثاني يجعل التخصيص على أن إيران ستكون جزءا من الصراع وداعمة عسكريا لهذا الحشد الشيعي، فالحديث يتحدث عن إقتتال عظيم سيحصل " فَيَقْتُلُونَكُمْ قَتْلًا لَمْ يُقْتَلْهُ قَوْمٌ " يخصص أن هؤلاء الرايات لهم من الإمكانات العسكرية الهائلة. كما أن الحديث يدلّ دلالة واضخة على أن الخلفية المهدي ليس في صفوف هؤلاء الرايات، فلا الحديث يدلّ على هذا الزعم ولا حتى ترتيب الوقائع، وما تشير إليه جملة الأحداث أن الخليفة يكون في مكة وهذه الرايات لا علاقة لها به بتاتا.
من جهة أخرى وصفها بالسوداء دلالة على أن الشيعية الذين جعلوا من السواد شعارا لهم تعبيرا عن حزنها المزعوم لمقتل الحسين إبن علي رضوان الله عليهما. لكن الوصف الثاني يجعل التخصيص على أن إيران ستكون جزءا من الصراع وداعمة عسكريا لهذا الحشد الشيعي، فالحديث يتحدث عن إقتتال عظيم سيحصل " فَيَقْتُلُونَكُمْ قَتْلًا لَمْ يُقْتَلْهُ قَوْمٌ " يخصص أن هؤلاء الرايات لهم من الإمكانات العسكرية الهائلة. كما أن الحديث يدلّ دلالة واضخة على أن الخلفية المهدي ليس في صفوف هؤلاء الرايات، فلا الحديث يدلّ على هذا الزعم ولا حتى ترتيب الوقائع، وما تشير إليه جملة الأحداث أن الخليفة يكون في مكة وهذه الرايات لا علاقة لها به بتاتا.
أما
قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ" فله
شواهد من أحاديث أخرى على أن المعني بالذكر هي إيران وحلفاؤها الشيعة من المنطقة الشرقية بالتحديد لا غير، فخروج
الدجال من المشرق من خرسان ففي الحديث الصحيح عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ:
حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الدَّجَّالُ
يَخْرُجُ مِنْ أَرْضٍ بِالمَشْرِقِ يُقَالُ لَهَا: خُرَاسَانُ، يَتْبَعُهُ أَقْوَامٌ
كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ المَجَانُّ المُطْرَقَةُ ": تحفة الأحوذي، وفي الحديث من
صحيح مسلم إشارة إلى إيران تحديدا إلى منطقة "أَصْبَهَانَ" ، كون الدجال
يخرج من قبل المشرق في خرسان ، فالذين يتبعونه يأتون من منطقة قريبة "أَصْبَهَانَ"،
عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَمِّهِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَتْبَعُ الدَّجَّالَ مِنْ يَهُودِ
أَصْبَهَانَ، سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمُ الطَّيَالِسَةُ»، ويعيش في إيران اليوم
نحو 45 ألف يهودي في سنة 2011م متوزعين في طهران وهمدان وأصفهان، وهم بذلك يشكلون أكبر
تجمع يهودي في الشرق الأوسط بعد إسرائيل وتركيا. وبمقاطعة خراسان أكبر تجمع لليهود،
إقليم في إيران الحالية يقسم إلى 3 محافظات. وفي الفتنة تخرج من المشرق التي تطلع منه الشمس وهو نفس جهة إيران، جاء في صحيح البخاري
عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ : " وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ
أَلَا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَا هُنَا يُشِيرُ إِلَى الْمَشْرِقِ مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ
قَرْنُ الشَّيْطَانِ ".
تحدثنا من قبل في هذه المقاربة عن الصراع الذي ستدور رحاه عقب معاهدة سلام تتنازل فيها المملكة المتحدة البرطانية للخلافة على القدس مقابل أن تكون الخلافة حليفة لها ولشركائها ضد عدو مشترك من وارائنا وفي رواية ورائهم. والناظر المتأمل سيجد الذين من وراء المملكة المتحدة وحلفاؤها من أروبا أمريكا وكندا جيغرافيا هي روسيا لا غير، والذين من ورائنا الإيرانيون حلفاء روسيا كما جاء في صحيح ابن حبان أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «سَتُصَالِحُونَ الرُّومَ صُلْحًا آمِنًا، وَتَغْزُونَ أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا مِنْ وَرَائِكُمْ» وفي سنن ابو داود " تُصَالِحُونَ الرُّومَ صُلْحًا آمِنًا حَتَّى تَغْزُوا أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا مِنْ وَرَائِهِمْ فَتُنْصَرُونَ وَتَغْنَمُونَ وَتَنْصَرِفُونَ " وهذا يعني أن حربا قادمة تتهيأ من الآن بين المعسكرين الحاليين روسيا وحلفاؤها من جهة والمملكة المتحدة وحلفاؤها من جهة أخرى، والتساؤل المطروح في أي صف ستكون إيران؟؟ ولمزيد من البيان نستقرأ الأحاديث الأخرى.
ما
يؤكده الواقع حاليا أن إيران حليفة روسيا وتركيا وهذا ما وقع الإتفاق عليه في
المحادثات الثلاثية الأمنية عقب مقتل السفير الروسي بتركيا في أنقرة، في ديسمبر
2016م. وبالنظر إلى الموقع الجغرافي فإن إيران من وراء جزيرة العرب التي سيفتحها
الله على يد الخليفة كما ورد في المستدرك على
الصحيحين للحاكم عن عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: «....
ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ عِنْدَ ذَلِكَ رَجُلًا مِنْ عِتْرَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا إِنْ قَلُّوا، وَخَمْسَةَ عَشْرَ أَلْفًا
إِنْ كَثُرُوا، أَمَارَتُهُمْ أَوْ عَلَامَتُهُمْ أَمِتْ أَمِتْ عَلَى ثَلَاثِ رَايَاتٍ
يُقَاتِلُهُمْ أَهْلُ سَبْعِ رَايَاتٍ لَيْسَ مِنْ صَاحِبِ رَايَةٍ إِلَّا وَهُوَ يَطْمَعُ
بِالْمُلْكِ، فَيَقْتَتِلُونَ وَيُهْزَمُونَ، ثُمَّ يَظْهَرُ الْهَاشِمِيُّ فَيَرُدُّ
اللَّهُ إِلَى النَّاسِ إِلْفَتَهُمْ وَنِعْمَتَهُمْ، فَيَكُونُونَ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى
يَخْرُجَ الدَّجَّالُ» وسيأتي الحديث عنه لاحقا.
ومن جهة أخرى فقد أشار حديث صراحة أن فارس ستفتح بعد فتح جزيرة العرب ثم تفتح الروم وهي المملكة المتحدة وحلفاؤها في الملحمة وتفتح معها قسطنطينية وبعدها يفتح الدجال وهذا الترتيب ورد ذكره في صحيح مسلم عنْ نَافِعِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي غَزْوَةٍ، قَالَ: فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَوْمٌ مِنْ قِبَلِ الْمَغْرِبِ، عَلَيْهِمْ ثِيَابُ الصُّوفِ، فَوَافَقُوهُ عِنْدَ أَكَمَةٍ، فَإِنَّهُمْ لَقِيَامٌ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ، قَالَ: فَقَالَتْ لِي نَفْسِي: ائْتِهِمْ فَقُمْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ لَا يَغْتَالُونَهُ، قَالَ: ثُمَّ قُلْتُ: لَعَلَّهُ نَجِيٌّ مَعَهُمْ، فَأَتَيْتُهُمْ فَقُمْتُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ، قَالَ: فَحَفِظْتُ مِنْهُ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، أَعُدُّهُنَّ فِي يَدِي، قَالَ: «تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللهُ، ثُمَّ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا اللهُ، ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللهُ، ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ اللهُ» قَالَ: فَقَالَ نَافِعٌ: يَا جَابِرُ، لَا نَرَى الدَّجَّالَ يَخْرُجُ، حَتَّى تُفْتَحَ الرُّومُ. وفي الحديث الصحيح من المستدرك للحاكم "عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، قَالَ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى ذِي مِخْمَرٍ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «سَتُصَالِحُكُمُ الرُّومُ صُلْحًا آمِنًا، ثُمَّ تَغْزُونَ أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا، فَتُنْصَرُونَ وَتَسْلَمُونَ وَتَفْتَحُونَ، ثُمَّ تُنْصَرُونَ بِمَرْجٍ فَيَرْفَعُ لَهُمْ رَجُلٌ مِنَ النَّصْرَانِيَّةِ الصَّلِيبَ، فَيَغْضَبُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَيَقُومُ إِلَيْهِمْ فَيَدُقُّ الصَّلِيبُ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَغْضَبُ الرُّومُ فَيَجْتَمِعُونَ لِلْمَلْحَمَةِ»" فالأحاديث تشير إشارة واضحة أن إيران ستفتح فتحا ثانيا في زمن الخلافة، والحديث يدلّ أن المخاطبون قوم لم يدخلوا الإسلام بعد من بلاد المغرب ولم يشاركوا في فتح جزيرة العرب الفتح الأول في زمن الخلفاء، وهو ميشر لهم بأنهم سيكونون جندا وأنصارا للخلافة زمن ظهورها، فالحديث يتحدث عن أحداث متقاربة الحدوث زمنيا.
ومن جهة أخرى فقد أشار حديث صراحة أن فارس ستفتح بعد فتح جزيرة العرب ثم تفتح الروم وهي المملكة المتحدة وحلفاؤها في الملحمة وتفتح معها قسطنطينية وبعدها يفتح الدجال وهذا الترتيب ورد ذكره في صحيح مسلم عنْ نَافِعِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي غَزْوَةٍ، قَالَ: فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَوْمٌ مِنْ قِبَلِ الْمَغْرِبِ، عَلَيْهِمْ ثِيَابُ الصُّوفِ، فَوَافَقُوهُ عِنْدَ أَكَمَةٍ، فَإِنَّهُمْ لَقِيَامٌ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ، قَالَ: فَقَالَتْ لِي نَفْسِي: ائْتِهِمْ فَقُمْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ لَا يَغْتَالُونَهُ، قَالَ: ثُمَّ قُلْتُ: لَعَلَّهُ نَجِيٌّ مَعَهُمْ، فَأَتَيْتُهُمْ فَقُمْتُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ، قَالَ: فَحَفِظْتُ مِنْهُ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، أَعُدُّهُنَّ فِي يَدِي، قَالَ: «تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللهُ، ثُمَّ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا اللهُ، ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللهُ، ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ اللهُ» قَالَ: فَقَالَ نَافِعٌ: يَا جَابِرُ، لَا نَرَى الدَّجَّالَ يَخْرُجُ، حَتَّى تُفْتَحَ الرُّومُ. وفي الحديث الصحيح من المستدرك للحاكم "عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، قَالَ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى ذِي مِخْمَرٍ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «سَتُصَالِحُكُمُ الرُّومُ صُلْحًا آمِنًا، ثُمَّ تَغْزُونَ أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا، فَتُنْصَرُونَ وَتَسْلَمُونَ وَتَفْتَحُونَ، ثُمَّ تُنْصَرُونَ بِمَرْجٍ فَيَرْفَعُ لَهُمْ رَجُلٌ مِنَ النَّصْرَانِيَّةِ الصَّلِيبَ، فَيَغْضَبُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَيَقُومُ إِلَيْهِمْ فَيَدُقُّ الصَّلِيبُ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَغْضَبُ الرُّومُ فَيَجْتَمِعُونَ لِلْمَلْحَمَةِ»" فالأحاديث تشير إشارة واضحة أن إيران ستفتح فتحا ثانيا في زمن الخلافة، والحديث يدلّ أن المخاطبون قوم لم يدخلوا الإسلام بعد من بلاد المغرب ولم يشاركوا في فتح جزيرة العرب الفتح الأول في زمن الخلفاء، وهو ميشر لهم بأنهم سيكونون جندا وأنصارا للخلافة زمن ظهورها، فالحديث يتحدث عن أحداث متقاربة الحدوث زمنيا.
الرجاء عد الإساءة في التعليقات، فالله يسمع ويرى خارج الموضوع تحويل الاكواد إخفاء الابتسامات إخفاء